جزء من اللعبة
قبل أعوام عدة، عملت حوارا صحافيا مع البرازيلي جواو هافيلانج رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سابقا، من خلال جريدة «عكاظ «، وسألته مباشرة: هل بالإمكان إلغاء حالة التسلل من قانون اللعبة لنرتاح من هذه المشاكل والقضايا والحساسية التي تحيط بهذه الجزئية من لعبة كرة القدم؟ فأجاب البطل الأولمبي السابق في السباحة وأعظم رؤساء «فيفا» بعد جول ريميه مؤسس بطولة كأس العالم، بأن أجمل ما في كرة القدم هو هذا الاختلاف وهذا الانقسام في الرأي حول حالة التسلل، ما يعطي اللعبة الحيوية اللازمة للإثارة والاستمرار كلعبة شعبية على مستوى العالم، ولا سيما أن الخطأ البشري يضيف لجمالها ورونقها الكثير من المتعة والتشويق وإلا بالإمكان صناعة أجهزة متطورة وتعديل بعض المواد في قانون اللعبة لتكون اللعبة جامدة ودون إثارة وأيضا بدون أخطاء.
تذكرت هذا الكلام وأنا أتابع ما يثار وما ينشر عن الحالات التحكيمية التي تحدث في مبارياتنا المحلية سواء من حكامنا أو الحكام الأجانب وكيف أننا في أطروحاتنا الإعلامية نبحث عن حكام لا يخطئون أو بمعنى آخر نريد «آلات» تدير المباريات.
الحكم جزء من اللعبة، وسيظل يخطئ طالما أنه في حكم البشر أما إذا توصل «فيفا» لحكام من خلال التقنية وعبر حساسات توضع على أجساد اللاعبين فقد نصل إلى لعبة بلا أخطاء ولكنها بلا تشويق أو إثارة.
أنا هنا لا أتحدث عن الحكم الهزيل الضعيف الذي لا يستطيع قيادة المباريات وليس لديه الكاريزما التي تؤهله ليصبح حكم كرة قدم يحكم بين لاعبين أسعارهم تجاوزت مئات الملايين على مستوى العالم وعشرات الملايين على مستوى السعودية، أنا أقول إن الحكم الممتاز هو الأقل أخطاء ولكي نصل إلى هذه النوعية من الحكام لا بد من إعادة النظر في آلية الاختيار وآلية الإعداد وآلية التجهيز والتمارين وآلية الحقوق والواجبات، وعندها سنصل إلى حكام مبدعين يشار إليهم بالبنان والأهم هو منحهم الثقة القوية الكاملة من صاحب الصلاحية حتى لا يتأثروا بما يطرح ويكتب ويكونوا لقمة سائغة لكل من هب ودب عبر أعمدة الطرح الإعلامي، ثقة تحفظ لهم كرامتهم وقيمتهم وإنسانيتهم، واليقين التام من الجميع بقيمة عملهم وأهميته وأنهم أولا وأخيرا بشر قد يخطئون.
أطروحات
- مع الأسف هبط مستوى الطرح الإعلامي الرياضي إلى أدنى مستوى له منذ أن عرفت شخصيا وسائل الإعلام، وأصبحت مع الأسف وسائل الإعلام مرتعا للمتردية والنطيحة، بينما هناك قله قليلة ممن يمثلون الوجه الحسن للإعلام أما الأغلبية فهم...؟؟
- كنت أتمنى من لجنة الانضباط إذا إنها فعلا طلبت أشرطة المباريات من إحدى القنوات الفضائية أن يتم الطلب من كافة القنوات الناقلة لكي تكون هناك مساحة أوسع لمتابعة كل ما يحدث أثناء سير المباريات لأن تحديدها بقناة واحدة يطرح علامات استفهام كثيرة؟
- إذا تحدثت عن المهنية في الإعلام المرئي الرياضي، سيكون زميلنا بتال القوس على رأس القائمة، أتمنى منه أن يدرس شيئا من فنون التقديم الرياضي لبعض مقدمي البرامج الرياضية، أقلها كيف تطرح سؤالا.
- أخطأت اللجنة التي قررت مشاركة مواليد 1/1/ 1986م في كأس الأمير فيصل للموسم الرياضي 2009/2010م حيث إن ذلك يعني مشاركة من هم فوق 23 سنة وبالتالي لم يستفد المنتخب الأولمبي من هذه الفئة العمرية! ليتهم حددوها بمواليد 1/1/1988م كان ذلك أجدى وأنجع.
- المحلل الداهية ذكر قبل مباراة الهلال والاتحاد الموسم الماضي في جدة أن المباراة ستشهد مهرجان أهداف وانتهت سلبية، والأحد الماضي ذكر أن مباراة النصر والاتحاد ستشهد أهدافا كثيرة وكررها مرارا وانتهت بهدفين لهدف!