الجهل
مع الأسف يتأكد لي يوماً بعد يوم أن مسألة قراءة اللوائح الخاصة بالعمل الرياضي عموماً وكرة القدم خصوصاً لن ترى النور من غالبية من يعملون في هذا الوسط ، كون معظم الرياضيين يعشقون الحديث والإسهاب في الحديث ''استخدام المفردة'' عن المشاكل والقضايا الرياضية دون الرجوع إلى نص المادة في اللوائح، ما يجعل ما يثار يفتقد كثيراً المرجعية القانونية أو الرياضية، ومع الأسف أن الأغلبية من الكتاب أو النقاد لم يقرأوا الكثير من اللوائح والخوف أنهم حتى لو قرأوها قد لا يفهمونها، فمثلاً هناك من كتب في مطلع الأسبوع أن ريان بلال قد أصاب أحمد الفريدي الموسم الماضي، وأن لجنة الانضباط لم تعاقبه وهناك من كتب أن سعد الحارثي ''رفس'' رادوي ولم تعاقبه، وهذا جهل مطبق فاللجنة أيها الأحبة لا تنظر في الحوادث التي وقعت تحت أعين الحكام وتمت معاقبته من قبل حكم المباراة لن الاتحاد الدولي لكرة القدم أعطى حكام المباريات قيمتهم المعنوية والسيادية في اتخاذ القرارات ضمن قانون اللعبة، فمثلاً بلال في حادثة الفريدي حصل على بطاقة صفراء، وكذلك سعد الحارثي في اشتراكه مع رادوي حصل على بطاقة صفراء، هنا انتهت مهمة لجنة الانضباط وليس لها علاقة نهائيا وعلاقتها فقط في الأحداث التي تمت خلف أو بعيد عن نظر الحكم ومساعديه وغالباً ما تبثها القنوات التلفزيونية الناقلة.
والخوف أن تخضع هذه القنوات مستقبلاً للضغط من هنا أو هناك وتبدأ في إخفاء بعض اللقطات التي تحتاج إليها لجنة الانضباط عند اجتماعها لمناقشة قضية ما.
أسوأ ما قد يدمر الرياضة السعودية عدم إلمام الكثيرين باللوائح لأي لعبه وخاصة اللعبة الشعبية الأولى كرة القدم، والذي لم يطلٌع أو يقرأ اللوائح فسيكون حديثه عاماً وسطحياً وفي الغالب غير صحيح أو ناقص وإذا أردنا بناء جيل رياضي مثالي يكون له دور بارز وفاعل في المحافل القارية والدولية ''يعيد لنا ذكرى المرحوم بإذن الله عبد الله الدبل'' فإن أول ما يجب أن نلتفت له هو الاهتمام بقراءة اللوائح وأنا مازلت أتمنى أن يكون في كل اتحاد لعبة إدارة مستقلة وليس لجنه تعنى بالنظام الأساسي واللوائح التنفيذية.
أطروحات
سبحان الله.. لأن النصر حقق الفوز في مباراة الديربي أمام الهلال الخميس الماضي، كتبوا، وقالوا ورددوا أن الهلال قدم أسوأ مستوى له هذا الموسم، والحقيقة إن هذا الكلام غير دقيق فالهلال كان مكتملاً وفي أوج تألقه وقدم مباراة كبيرة وحاول ووصل للمرمى ولكن النصر كان أقوى وكان أفضل بل إنني أعتقد أنه قدم أفضل مباراة له، ولكنه واجه خصما عنيدا وفريقا متطورا جدا بدأ يظهر عليه الانسجام والتفاهم والتكتيك المدروس وكان أكثر ترتيباً وانضباطية تكتيكية داخل الملعب .
أتمنى من الدكتور صالح بن ناصر مستشار الرئيس العام لرعاية الشباب والذي يشغل منصب نائب رئيس لجنة شؤون الاتحادات، إقامة دورة أو ورشة عمل للزملاء الإعلاميين الذين لم يطّلعوا على لائحة واحدة من لوائح الاتحادات الرياضية وتكون مختصرة ولمدة ثلاثة أيام وإعطائهم رؤوس أقلام عن اللوائح، وخاصة لوائح الاتحاد السعودي لكرة القدم، بل أتمنى أن تكون هذه الدورات ملزمة كأدنى حد من التأهيل من قبل وزارة الإعلام لأي شخص يرغب في ممارسة الصحافة الرياضية.