برنامج قطاف يستقطب القطاع غير الربحي
إن راحة العميل والحرص التام على رضائه تأتي على قائمة أولويات الشركات والهيئات الخدمية والإنتاجية في الدول المتقدمة، حيث تتفنن في جذبه و''ربطه'' بها من خلال ما تقدم له من خدمات متعددة ومتنوعة بعضها يخوض في أدق تفاصيل حياته مثل الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية المختلفة من زواج وميلاد وغيرها. وقد أعجبني كثيرا برنامج قطاف الذي تقدمه شركة الاتصالات السعودية لعملائها باعتباره من برامج الولاء المتميزة التي تحرص على إبقاء العميل محور الاهتمام ومحط التقدير، وقليلا ما نشاهد من الشركات والمؤسسات ما تفعل ذلك، وتلك معضلة تعاني منها هذه القطاعات في بلدان العالم النامي، المتمثلة في عدم التواصل مع العملاء وعدم مشاركتهم مناسباتهم المختلفة. ومثل هذا البرنامج لا أتوقع انه يقف عند حدود التبادل التجاري بين الشركات لخدمة العملاء وإنما سيتجاوزهم في خلق شركات مع القطاعات غير الربحية والعلمية. فنحن في الجمعية السعودية للإعلام والاتصال مثلا نسعى دوما لخوض مثل هذه التجارب التي تخرج من رحم المؤسسات الاتصالية والإعلامية، بل سيكون من المجدي للجمعية وغيرها من الجمعيات العلمية لتقطف ثمار ''قطاف'' من أجل زيادة عدد الأعضاء وتفعيل اشتراكاتهم وتعزيز الخدمات المقدمة لهم.
كما أن شركة الاتصالات السعودية من الصروح العملاقة والشامخة في مجال الاتصال وتقنية المعلومات داخل المملكة وخارجها، وقد ترسخت مكانتها بما لها من إمكانات واسعة، وكوادر ذات قدرات رفيعة في التعاطي مع الأحدث في مجال التكنولوجيا المتعلقة بالاتصال.
هذا على المستوى العام، وهو أمر يستوجب الإشادة, أما على صعيد العملاء – وهذا بدوره على جانب كبير من الأهمية - فإن الشركة لم تغفل ذلك ولم تهمشه، بل جعلته من أولوياتها، باعتبارها تطبق مستجدات نظريات الإدارة، خصوصا جانب الاهتمام بالفرد سواء كان من منسوبيها أم من عملائها. ولمّا كنت من أوائل المشتركين في ''الاتصالات'' عندما كانت في بداية خطواتها تحت اسم آخر قبل عشر سنوات، فقد حرصت على رصد ومتابعة ما تقدم عليه الشركة من خطوات، ومن خلال عملية الرصد والتحليل أدركت أن ''الاتصالات'' تسعى بكل قوة إلى توطيد مكانتها لدى عملائها من خلال ما تعرضه من خدمات وما تدفع به من مميزات تجعلها تأخذ المبادرة في إدخال التقنية الاتصالية الحديثة، وفي بسط هذه التقنية وتيسير الحصول عليها وتحديثها باستمرار. وأعود إلى القول إن ما يقدم عليه ''قطاف'' يعد من الأمور الطيبة التي نتمنى أن تحذو تجاهها عديد من الشركات والمؤسسات في المملكة، من خلال جعل العميل الهدف والوسيلة في آن واحد، الأمر الذي يرسخ لمفاهيم جديدة في التسويق التجاري وكذلك في التسويق الاجتماعي.تشكر شركة الاتصالات على وجود مثل هذا البرنامج الذي يعد برنامجا محليا بمعايير عالمية ويقدم خدمات معتبرة للعملاء تمكنهم من استبدال نقاط البرنامج بقسائم شرائية وقضاء احتياجاتهم من شركاء النجاح في البرنامج الذين يمثلون قطاعات مختلفة، مما يعزز الشراكة بين عملاء الشركة والشركات الخدمية الأخرى وتكوين منظومة من الفوائد لعملائهم ولشركاتهم.