عام مضى وترك الجراح .. وعام يحمل الأمل!
قبل أن يرمي أحدنا آخر ورقة في تقويم العام الهجري 1430هـ يوم غد الجمعة.. سيشعر بشيء من الحزن والأمل.. وهو شعور غريب يحمل كثيرا من التناقض ولكنه شعور مبرر جدا.. ذلك أن العام الذي نودعه حدثت خلاله أحداث مؤلمة وحزينة على مستوى بلادنا والعالمين العربي والإسلامي .. لكن بوادر العام الجديد الذي نستقبله تحمل الأمل والتفاؤل ـ بإذن الله ـ ولو عدنا إلى سجل العام الذي يستعد غدا للرحيل لوجدنا أحداث سيول جدة المؤلمة التي أزهقت الأرواح ودمرت الممتلكات التي تقدر بالملايين .. ولوجدنا أيضا ذلك الاعتداء الآثم على حدودنا الجنوبية الذي تصدت له قواتنا الباسلة وسقط من جراء ذلك الشهداء والجرحى .. ولوجدنا عمليات الإرهاب وضبط كميات من الأسلحة ومحاولات تهريب المخدرات بكميات كبيرة, والمؤلم أن معظم من تورط في الإرهاب وتهريب المخدرات من أبناء هذه البلاد الذين لم يردعهم الوازع الديني ولا الوطني عن جلب الهلاك والدمار لمواطنيهم وبلادهم. وقبل تلك الجراح ومعها مشكلة الفقر التي لم تفلح الجهود المبذولة حتى الآن في إيجاد الحلول لها, وعلى المستوى العربي هناك الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني ومحاولات تهويد القدس وانقسام القيادة الفلسطينية وشلال الدم اليومي في العراق والصومال والحرب الدائرة في اليمن.. وعلى المستوى الإسلامي قتل وإرهاب في أفغانستان وباكستان وقوده الأبرياء من الشعبين المسلمين .. ويقابل هذه الجراح التي سيتركها العام المودع ويرحل, كثير من الآمال التي أطلت برأسها حتى قبل حلول العام الجديد وعلى رأسها عودة ولي العهد الأمين التي رسمت لوحة للوفاء بدأت منذ استقبال الملك عبد الله لسموه في المطار بعاطفة جياشة تجسد كل معاني الحب والتقدير بين الرجلين الكبيرين .. ثم زادت اللوحة إشراقا حينما زار الأمير سلطان القادم من رحلة مرهقة وبعد 24 ساعة فقط الجرحى من قواتنا الباسلة ورفع معنوياتهم بقبلات وابتسامات وكلمات أبوية كانت بلسما شافيا لجراحهم وكانت حديث الناس في كل مجلس حتى يومنا هذا .. أما من يتأمل مؤشرات العام القادم فإنه سيجد فيها بشرى عام خير وبركة ـ بإذن الله.. فالنصر على الإرهاب وعلى المتسللين وعلى مهربي المخدرات يتحقق يوما بعد يوم .. ثم هناك نافذة أمل مشرقة هي فتح ملف الفساد المالي والإداري بشكل قوي وصريح وحازم وقد تمثل ذلك في الأمر الملكي بالتحقيق في التقصير الحاصل في كارثة سيول جدة.. والمؤمل أن يستمر الملف مفتوحا على مختلف قضايا الفساد في جميع المجالات. وفي المجال الاقتصادي تشهد جميع القطاعات انتعاشا على الرغم من آثار الأزمات الاقتصادية المحيطة بنا.
وأخيرا: نتطلع خلال العام الجديد 1431هـ إلى مزيد من الرخاء للمواطن والتغلب على مشكلات الفقر والبطالة وتوفير الرعاية الطبية والتعليم الجيد .. كما نأمل لعالمنا العربي والإسلامي وحدة تعيد له قوته ليتمكن من دحر الأعداء وتوفير الحياة الكريمة والهادئة لشعوبه.