زبيدة، مديحة.. وجريرة!
الرحيل لا يأتي إلاّ من وجع..
والمغترِب سيّد التراجم!
أبكاني الخبر.. دون أن أتطهر..
العذر يا فرمان.. ما كنت مستعداً!
باغتني صحفي ''الحياة''.. برصد لم أتهيأ له، كان أصدق من أن أجبر مروري به جبر عثرة!
زبيدة.. يا ويلي! وهناك مديحة.. وثالثة اخترتم لها اسم ''جريرة''.. والمفردة أدق ما يعبر به عن استلاب الطفل من رحم أمه بدفع ''الطلق'' ولفظ الرحم لأعز ما يحتوي!
كيف أسوق العزاء؟
كيف جرأت ودهمت السيل وأنت أب لقوارير ثلاثة؟
فرمان! وإن كانت روحك الطاهرة تنصت لما أقول.. فاسمع:
الإطار لا يحتوي كل هذه البطولة!
اليد كليلة عن رد الدين..
تعودنا في الأسماء الباكستانية أن نتعرف على ''أكبر'' و''أصغر''.. أمّا فرمان، فللاسم دلالة لا يخطئها سيل! استفزيت السيل باسمك يا أبا زبيدة.. وأخذت على عاتقك مهمة الانتصار عليه أربعة عشر مرة، ثم عاد مجيشاً لتيار من سطوة المكابرة.. وعندها انتصر الغادر!
هاك يمين من أنقذتهم، وجددت بأمر الله أعمارهم..
كان السيل يراقب كل هذا.. كيف لا وقد أمعنت في قهره!
مكتوب أن يخشاك السيل..
ومكتوب أن يأخذك بديلاً عن أنفس..
قبل أن يشتد عليه اللوم بفعل الندرة.. وهذا أقل ما يرضى به المكابرون!
إلى زبيدة، مديحة وجريرة:
تعوّدن يا بناتي على ترديد ما يلي:
كان أبونا أشجع من سيل!
أبونا منقذ الأنفس بيدين.. وحبل معلق في قلب!
نحن بنات أبينا مروِّض النائبات.. نحن بناته المباركات(.)
إلى سفارة خادم الحرمين في العاصمة الباكستانية كراتشي:
أنتم أقرب، وبعون من سخر يد وقلب فرمان لإنقاذ أربعة عشر نفساً.. أنتم أقدر. أتوسل إليكم أن تساعدوا البنات بما يليق! ولا أحسب أن فيكم من لا يثمن ما قام به الشهيد..
سعادة السفير، كما روض والدهن النائبة وانتزع من جوفها أربعة عشر نفساً وردها إلى ذويها.. ردوا للبنات شيئاً من طفولتهن ما استطعتم!
أشكركم.. ويشكرونكم معي كثر هنا.