جائزة الأمير سلطان للبناء الميسر
لقد سعدت كثيراً بصدور موافقة الأمير سلطان بن عبد العزيز «حفظه الله» على تخصيص جائزة سنوية لتشجيع بناء المساكن الميسرة، لأن الجوائز والأوسمة وشهادات التميز والجدارة والاستحقاق تُعدُّ على اختلاف أنواعها، سواء كانت ذات قيمة مادية أو معنوية أو أدبية؛ من الوسائل الفاعلة لتحفيز الأفراد والمؤسسات على التفكير المبدع والمميز لتقديم الجديد والمفيد لمجتمعهم.
وشركات التطوير العمراني والإسكاني ومؤسساته، والمكاتب الاستشارية الهندسية والمعمارية، والمهندسون والمعماريون والمقاولون وبقية المعنيين بتوفير الإسكان ليسوا استثناء في قدرتهم على العمل بجدٍّ أكبر لتقديم حلول وأفكار إسكانية إبداعية متميزة تلبي احتياجات المجتمع السعودي إذا ما حددت موجهات وضوابط واضحة للمطلوب تحقيقه من أجل التنافس على الجائزة (مثل: إيجاد مشاريع إسكانية مستدامة تخفض استهلاك الكهرباء والمياه وتحد من التلوث، أو تقديم أفكار تصميمية مبدعة لوحدات سكنية تلبي متطلبات الأسر السعودية وتتفاعل بشكل إيجابي مع البيئة، أو تطوير حلول مبدعة لخفض التكلفة وجعل المساكن ميسرة ومتوافقة مع إمكانيات المواطنين المالية، أو تطوير أساليب تمويل شرعية وميسرة، أو غيرها من الموجهات)، ورصدت - بعد ذلك - المحفزات الوطنية المناسبة (مثل: جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز) للدفع بالجميع - كل في مجال اختصاصه - إلى العمل على تحقيقها.
إن وضع جوائز شهرية أو سنوية (مثل: تصميم الشهر، أو مسكن الشهر، أو مشروع السنة) وغيرها من الجوائز التي تقدم للأعمال التي راعت أو تراعي خفض تكلفة تنفيذ المسكن، أو خفض تكلفة صيانته وتشغيله، أو خفض استهلاك المياه والكهرباء فيه، أو لتطوير مواد البناء المحلية واستخدامها في البناء، أو للرفع من جودة المنتجات الإسكانية بأي شكل من الأشكال؛ يُعدُّ من الخطوات الأساسية والمهمة لشحذ الهمم والدفع بالعقول والخبرات إلى العمل بجد للخروج عن دائرة المألوف والمكرر في تصميم المساكن وتنفيذها وتمويلها، وتقديم أفكار جديدة تحقق رغبات المجتمع ضمن المفهوم الواسع للتيسير والاستدامة. إن النظر - على سبيل المثال - في أساليب مبتكرة لتوفير مساكن ميسرة لذوي الدخول المنخفضة عن طريق حلول مبدعة في التصميم، أو التنفيذ، أو التمويل، أو بتحسين المساكن القائمة وإعادة تطويرها، أو الرفع من جودة الأحياء السكنية والمناطق المفتوحة فيها، أو غيرها من الوسائل من القضايا التي تدعو العديد من الجهات الحكومية والأهلية الأخرى (مثل: وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة المياه والكهرباء، والهيئة العامة للإسكان، والهيئات العليا لتطوير المناطق والمدن، وأمانات المناطق، واللجنة الهندسية، وجمعية علوم العمران، وغيرها)؛ إلى التفكير بجدٍّ في تبني أسلوب التحفيز وتقديم الجوائز السخية للدفع بجميع المتخصصين وبالذات الشباب - والموهوبين منهم على وجه التحديد - إلى المشاركة في تقديم الأفكار الإسكانية المبدعة والمبتكرة.