فتيات الأعمال
البطالة النسائية أكثر من البطالة الذكورية. هذا من الناحية الرسمية، من الناحية غير الرسمية هذه النسبة تتضاعف، لأن كثيرا من الفتيات لم يتقدمن للحصول على وظائف، فلا يدخلن في نسبة البطالة. الجهود المبذولة لتوظيف الجنسين كبيرة ومشكورة. ولكن الوظيفة ليست طريق النجاح العملي الوحيد للإنسان.
والحقيقة أن ما دعاني إلى كتابة هذا المقال هو إيميل وردني عن مطعم يُدار بأيدي فتيات سعوديات في مدينة الدمام شعاره ''العزيمة عليك والطبخ علينا'' اسمه مركز نوريات للطبخ. وبقدر ما كانت سعادتي غامرة فقد شعرت بكثير من الحزن أن هذه التجارب هي تجارب نادرة. وعلى الرغم من عظمة تلك التجارب وندرتها إلا أن الإعلام لم يكن مساندا لها بالقدر الذي يجب أن يكون.
كل الشركات العظيمة في العالم بدأت من مواهب أشخاص، ففورد كان مهندسا بارعا ومؤسس كنتاكي الكولونيل ساندرز كان طباخا ماهرا، وأنا متأكد أن لدينا طاقات وعقولا قادرة على إبداع لا يقل عن أي منهما.
هناك كثير من الفتيات لهن نفس رائع في الأكل ينافس الشيف ''رمزي''. ولكن تحويل تلك الموهبة إلى مطعم أو سلسلة وجبات سريعة، عملية تحوي حلقة مفقودة. هناك فتيات مبدعات لهن لمسات رائعة في الرسم. لكن تحويل ذلك الإبداع الى تصميم هندسي أو ديكورات داخلية أو تصميم أزياء يحتاج من المرأة إلى خلفية في الإدارة والمنافسة والتسويق. فمثلا كثير من منتجات مشاريع تموين الحفلات رائعة وذات مذاق ولا أحلى، ولكنها غير قادرة على التوسع وتحويله إلى عمل له فروع واسم تجاري.
ذكاء المرأة مساو لذكاء الرجل وربما أكثر قليلا. ولكن الرجل تتراكم لديه الخبرة بشكل أكبر بحكم قدرته على التعامل مع جهات مختلفة ومتنوعة في محيطه. معرفة الرجل بالأنظمة والتشريعات وقدرته على التحرك بسرعة ومقابلة المسئولين لا شك أنها أكبر. ومن هنا، فان خلق آليّات - تتواءم مع ديننا وأخلاقنا - لتساعد الفتيات على بدء أعمالهن مهم جدا. وعلى أن هناك كثيرا من الجهات مسؤولة بشكل جماعي عن هذا الأمر إلا أن وزارة العمل - في نظري - يجب أن تكون صاحبة المبادرة في شأن، لن يخدم الفتاة من الناحية الاقتصادية فحسب، بل سيشغلها بأمور مهمة تصرفها عن الفراغ الذي هو أبو المشكلات الاجتماعية والأخلاقية.