إيران تلعب بنار .. محرقة

إيران مهووسة جدا بإثارة القلاقل في مناطق بعيدة عنها لإلهاء العالم عنها. فهي تزرع الأشواك في مواقع متعددة في العالم العربي لابتزاز وتقوية مركزها التفاوضي مع قوى المنطقة عربيا أو إقليميا أو عالميا. العالم يحاول مفاوضتها واللعب معها بطريقة ودية لا تبدو حتى الآن أنها مجدية على الإطلاق. ولا أظنها ستجدي على الإطلاق. دليل عدم جدوى سياسات التعامل مع إيران إلى اليوم هو الإرهاب الحوثي على حدود المملكة الجنوبية. لهذا، يجب التعامل مع هذا الحدث بمنهجية صارمة لتكون درسا للجميع، فأمن كل شبر من أراضي المملكة أمر لا يقبل المساومة ولا التفاوض والهدنة.
وعلى الرغم من التزام المملكة الدبلوماسية الراقية في التعامل مع إيران إلا أن إيران لا تحسن التعامل بالحسنى، إذ يسيطر عليها هاجس تصدير الثورة المجنونة، الذي زاد وهجه أخيرا مع تعاظم أزمتها الداخلية. فدهاقنة إيران ومشعوذوها يعتقدون إمكانية السيطرة على هذه المساحة الجغرافية بإثارة القلاقل وزرع الخناجر المسمومة، بالإصرار والمناكفة وخلق الأزمات في المنطقة، أزمة تلو أزمة، مرورا بإثارة الضجة على مسمى الخليج «الفارسي» وليس انتهاء باحتلال الجزر الإماراتية، ولا زعرنة حزب الله، ولا يبدو أنها بلغت الرشد، فمراهقتها السـيــاسية مستمرة بدعم الإرهاب الحوثي. ويتناســـون ببلادة أن موضـــــوع الأمن لدولة مثل الســـعودية هو موضوع لا يمكن أن يترك لعبة يلهون بها متى ما تبرموا من أوضاعهم الداخلية.
أبلغ الردود على إيران هو سحق مغامراتها دون شفقة. فيجب أن يدركوا أن هناك مواضيع لا تفاوض بشأنها ولا دبلوماسية ناعمة يمكن أن تحكمها. لهذا، فالرد الأبلغ هو أن تمطر السماء السعودية بالقنابل والصواريخ على الحزب الإيراني في اليمن لتلقينهم درسا لا ينسى. لندع صقورنا الجوية تتعامل مع فئران الجبال حتى يتم تطهير الأرض من نجس هؤلاء المعتدين. فهؤلاء المرتزقة بحاجة إلى إيقاظ من النوع الثقيل. إيقاظ من سكرة أيديولوجية لا يعالجها إلا حمم من نار تتهاوى عليهم من رحم الطائرات العسكرية السعودية.
وليكن في معلوم إيران أن سياستها في إثارة القلاقل ليست صعبة التطبيق ولا تنسى أنها أداة ممكنة الاقتباس بكل بساطة؛ فتمزقها وتشرذمها الداخلي فرصة لتوجيه لكمات غير منقطعة قادرة على إثخان جروحها.إن ملاعبة إيران بذات المنطق الذي تعشقه إيران وهو إثارة القلق في أحضانها ليس بالمعضلة أو بالأمر الصعب. إنها لعبة مدمية، يصعب تحملها من دولة تعج بالأزمات الداخلية والهشاشة الاقتصادية والجغرافية اللينة، وتجعلها المرشح الأكبر لنيران لا يمكن إطفاؤها بسهولة لو انقدح الشرر من زواياها المبعثرة. أتمنى ألا يغيب ذلك عن ذهنية مخططي القلاقل في المنطقة؛ كما أن زرع الخناجر على حدودنا لن يزيدنا إلا تجمعا وقوة وضراوة، بينما رمي الريش على خيوط العنكبوت الفارسي كفيلة باهتزازه. وما يحدث من ممارسات صبيانية يجبر غيرها على ملاعبتها بذات المنطق.
ختاما، أراضي السعودية لن تنتهك بسهولة. لن نقف متفرجين على من يمس فردا منا بالماء. ليوث متناثرة من شمال عرعر إلى جنوب جيزان ومن شرق الخبر إلى غربي جدة تزأر تحت أهبة الاستعداد، لن تقف صامتة لو مس أحدهم شعرة لطفل يرعى أغنامه على الحدود السعودية، دع عنك هجوم عصابات الحوثيين على نقطة أمنية تمثل رمز الدولة. ولعل في تعدي المتسللين خيرا لنا جميعا ليعرف القاصي والداني الجزاء الذي سيواجه كل من ضربه الخرف وأعمته سكرة الحشيش. سيعرفون بشكل لا تخطئه العين، ولا الحواس الخمس الباقية، أن الأراضي السعودية غالية جدا.. جدا، كما يبرهن في كل ثانية جنودنا وحماة حدودنا حفظهم الله وسدد خطاهم وحماهم وردهم لأهاليهم سالمين غانمين منتصرين. وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي