أيام «فيفا» وقناتنا الرياضية

لأنه في النهاية لا يهمني سوى منتخبنا الوطني الذي هو لكل السعوديين فإنني أترقب لقاء منتخبنا الودي الدولي الليلة أمام شقيقه التونسي في ستاد «رادس» في العاصمة تونس في أحد أيام «فيفا» التي تم اعتمادها والعمل بها اعتبارا من 23 تموز (يوليو) 2002.
وهذه لا جدال خطوة صحيحة وسليمة في الاستفادة من أيام «فيفا» عبر مباريات قوية تخلق مزيدا من التنافسية والانسجام والتماسك وتصنع شخصية دولية لمنتخبنا الوطني وتعطي الأجهزة الفنية والإدارية نوافذ أوسع لمتابعة الأداء دون ضغوط تحقيق بطولة أو البحث عن إنجاز.
ولكي تكتمل خطوات النجاح أتمنى استمرار الاستفادة من أيام « فيفا» حتى عام 2011 موعد نهائيات كأس آسيا في الدوحة وأن تكون إدارة المنتخب قد أنهت ترتيباتها ليوم «فيفا» المقبل ( 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009).
قد يضع البعض أسئلة كثيرة عن ماهية الحاجة لمثل هذه المباريات وخصوصا أنه ليس لدينا مشاركة أو بطولة قريبة وهذه نظرة قاصرة لا شك. وهنا أود أن أوضح أن الدول المستضيفة لنهائيات كأس العالم والتي لا تدخل في التصفيات التأهيلية تلعب بين 25 و35 مباراة ودية دولية خلال السنوات الأربع التي تسبق استضافتها للنهائيات استعدادا للمونديال وأيضا الاستفادة من أيام «فيفا» تعطينا فرصا متساوية نحن والفريق الآخر بحيث نضمن إقامة مباراة قوية وألا تضطرنا الظروف للعب مع أي فريق أو أي منتخب لا يتناسب مع قدراتنا وما وصلنا إليه عندما نلعب معه خارج أيام «فيفا».
*بداية نهنئ أنفسنا كرياضيين بإشراف الأمير تركي بن سلطان على القناة الرياضية السعودية، والحقيقة أن هذه القناة حاولت واجتهدت طوال السنوات الماضية ولكنها لم تستطع مجاراة غيرها لأسباب منها أنها قناة حكومية وليست خاصة أو مستقلة ولذلك عليها ضوابط ورقابة تختلف عن غيرها. ولكي تنجح القناة لابد من منحها مزيدا من الحرية والأهم هو جلب الكوادر الإعلامية المتخصصة من الدول العربية الشقيقة كما يحدث في القنوات الأخرى (وهذا ليس عيبا)، وذلك لوضع برامج ذات صبغة خاصة مبتكرة وإبداعية وليست مقلدة وأيضا لرسم استراتيجية واضحة لعمل القناة لتحقيق أهداف محددة ناهيك عن أهمية أن تكون القناة مرآة حقيقية لما يدور في الرياضة السعودية بكل عدل وشفافية ووضوح.
ولكي ترتقي القناة وتكون في منافسة حقيقية مع القنوات الأخرى فإنها لابد أن تضع ضوابط خاصة بها من حيث نوعية المحللين والضيوف والمتداخلين وبخاصة مع من يصنفون كإعلاميين رياضيين وهم ممن لهم باع طويل في تأجيج التعصب ونشر الكراهية وإقصاء الآخر. ولابد أن تشمل هذه الضوابط الشهادة الأكاديمية الإعلامية (من جهة معترف بها) لمن يرغب أن يشارك أو يتداخل أو يحل ضيفا لكي يرتقي أسلوب الطرح والرؤية والأفكار والمعالجة وألا تكون القناة لمن هب ودب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي