افضحوهم .. أو اتركوهم!
إذا لا قدر الله صدمت شخصاً بسيارتك.. فوقعتك والعياذ بالله سودة.. أما إذا كانت الإصابة جسيمة أو مات المصدوم.. فقد رحت في ستين داهية.. ولكن إذا بعت أي مواد غذائية أو غير غذائية فأصبت العشرات وربما المئات بالأمراض وربما أديت بهم إلى القبر فالمسألة بسيطة ستدفع غرامة بين 15 ألف ريال وخمسين ألفا ثم تعود إلى منزلك لتناول الغداء.. وفي المساء يمكن أن تتمشى إلى المقهى لمقابلة الأصدقاء.. دون أن يعرف أحد أنك أصبت من أصبت وقتلت من قتلت.. فسمعتك أنظف من الصيني بعد غسيله.. وفي اليوم التالي تقوم مباشرة بإدارة شركتك واستقبال الزبائن وبيع مزيد من الأغذية المنتهية الصلاحية أو المبيدات المحظورة أو أي مواد ضارة حتى تكتشف وزارة الصحة أو وزارة الزراعة أنك عدت إلى بيع المواد إياها.. وبعد تقنين الإجراءات والعودة إلى نظام المبيدات لدول مجلس التعاون الخليجي الصادر بمرسوم ملكي ولائحته التنفيذية.. إلى آخره.. إلى آخره.
وبعد الديباجة تدفع الغرامة وتغسل يديك من العملية كلها.. وتعود نظيف الذمة، طاهر اليدين لبيع مزيد من السلع إياها.. والحكاية إذن تدور في حلقة مفرغة.. وسنوات تكر وأعوام تمر والحكاية تظهر كل حين وينبري الكتاب في الصحف للتنديد.. والوعيد والمطالبة بالضرب من حديد ولا شيء يحدث فالوزارات المعنية مغرمة بالغرامات.. ولا يهمها الأحياء ولا الأموات. وفي جميع الأحوال لا تعلن الوزارة المعنية أسماء هؤلاء تجار الأغذية والسلع الفاسدة.. فهم إذن يعلمون آخرتها.. أي الغرامة.. أما أسماؤهم فتظل في الحفظ والصون.. وكم طالبنا بالتشهير بهؤلاء ليرتدعوا ولا حياة لمن تنادي.
ببساطة أيها السادة المسؤولون عن حياتنا وغذائنا افضحوهم أو اتركوهم.. وخلاص.