عام من «الحلول الإسكانية»
تكمل زاوية «حلول إسكانية» بهذه المقالة عامها الأول، وأتذكر بكل وضوح ذلك اليوم – وكأنه الأمس القريب – الذي تسلمت فيه الدعوة الكريمة من الأستاذين رئيس تحرير صحيفة «الاقتصادية» والمشرف على الصفحة العقارية للمشاركة في كتابة مقالة أسبوعية كل يوم ثلاثاء عن الإسكان. ولم أتردد حينها في قبول الدعوة الكريمة للمشاركة؛ لأني كنت واثقاً بأنها ستفتح لي نافذة على مختلف شرائح المجتمع من قراء «الاقتصادية» الكرام، وسأتمكن من خلالها من مشاركتهم معرفتي وخبرتي في مجال الإسكان، وإطلاعهم على بعض من تطلعاتي وأفكاري لتحسين أوضاع الإسكان في وطننا الغالي، وجعل الحصول على المسكن وامتلاكه ميسراً لكل أسرة سعودية. ولكني كنت أتساءل عن مدى استطاعتي المداومة على كتابة مقالة أسبوعية عن موضوع واحد ولفترة طويلة، وكم يمكن أن تستمر.
وقد بدأت كتابة مقالات «حلول إسكانية» وليس في ذهني خطة عمل أتبعها، ولا برنامج ألتزمه، فجاءت متنوعة في أطروحاتها، ولكن متوحدة في أهدافها وغاياتها وأفكارها للرفع من جودة الإسكان، وجعله متوافراً وميسراً لجميع المواطنين؛ فرضي عن أفكارها قراء وأعجبوا بها، ولم ترق لبعضهم أو تعجبه. ولجميع القراء الكرام الشكر على ما منحوني إياه من دقائق من وقتهم الثمين، وزمنهم الغالي؛ لمطالعة هذه المقالات، والتعليق عليها في «الاقتصادية الإلكترونية»، أو التواصل معي بالبريد الإلكتروني.
وقد تنوعت أطروحات المقالات فأتت حيناً بموضوع يتزامن ويتفاعل مع مناسبة أو حدث أو قضية إسكانية ليعلق عليها المقال أو يفندها، وفي أحيان كثيرة صيغت المقالات بأسلوب يعمل على تقديم المعلومة أو الفكرة التي تساهم في تحسين جودة الإسكان وتوفيره للمواطنين (سواء كانت المعلومة: عمرانية أو هندسية أو تمويلية أو تنظيمية)، ولكن بأسلوب شيق وبسيط يقربها إلى فهم القارئ غير المتخصص، وطبعت المقالات أحياناً بطابع اجتماعي، وأحياناً أخرى بطابع علمي، وصيغت في بعض الأحيان بأسلوب أدبي، في قالب فني، لتروي قصة، أو تسرد واقعة ذات أبعاد إسكانية.
وأتمت الزاوية اليوم عامها الأول بعد أن أعان الله وله وحده الفضل والمنة. وقد جاءت هذه المقالات بعدما يقارب الثلاثين عاماً قضيتها في القراءة والاطلاع على ما نشر من كتب ودراسات وأبحاث علمية وتطبيقية، عالمية ومحلية، في مجال الإسكان، وبعد تجربة شخصية مع الدراسات والأبحاث والتدريس والكتابة والنشر في موضوع الإسكان. وأنا أحتسب الأجر بمشاركتي بهذه المقالات التي آمل أن تضيف لبنة إلى لبنات بناء الوطن. وأخيراً فإن التوفيق من الله، فأسأله أن يوفقني في أن أكمل المسيرة إلى ما يرضاه، وأن يرضيني بما يرضاه لي، وله الحمد - أولاً وأخيراً - ثم لصحيفة «الاقتصادية» التي منحتني مساحة زاوية «حلول إسكانية» لأطل منها على المجتمع وأتواصل معه، وللقراء الكرام على تفاعلهم بالتعليق على المقالات والتواصل معي، وإلى عام آخر - إن شاء الله – مع زاوية «حلول إسكانية».