الأمير نايف.. حديث الجهاد الأكبر
الأمير نايف في لقائه مع رجال الأعمال في غرفة جدة، أكد أن .. الوطن أكبر من الإرهاب.
لقد دخل في الحوار الذي ينفع الناس ويبقى في الأرض..
تحدث عن التعليم، عن النقل، عن العمل.. عن بناء ثوابت الاقتصاد.
كان الظن أن الحدث الإرهابي الإجرامي الذي تعرض له الأمير محمد بن نايف سيكون هو محور الحديث..
ولكن الأمير نايف يعرف أن تكريس شرعية الدولة يأتي أيضا عبر الثوابت التي تعزز الاستقرار، و(الاقتصاد) .. بما يتطلبه من توفير للدعم والأمن هو شغل الدولة وهمها الأول، وحفز النشاط الاقتصادي ونقله إلى آفاق جديدة تنعكس مخرجاته على حياة الناس هو مشروع الدولة والمجتمع.
والتطلع إلى هذا المشروع هو الذي أطلق من جديد تكاتف الدولة والمجتمع لمواصلة احتواء الإرهاب ودرء خطره عن المجتمع بما يتطلب ذلك من حكمة وروية، فالناس تتطلع إلى حياة كريمة مستقرة، وكلنا نعرف ونرى كيف تحولت بلاد مجاورة لنا إلى مواطن للخوف والدمار، لأنها بالغت في ردود أفعالها وقاومت العنف بالعنف مما أدام الصراع، وأخرج الضحية من رحم الضحية، وهذه من سنن الحياة، وأهل الرويّة والبصيرة والحكمة المدركون لهذه السنن والمتفحصون في طبيعة الأشياء يدركون ذلك.
وإدراكهم ينبع من نظرتهم الشمولية متعددة الأبعاد، وهذا ما لمسناه في حديث الأمير نايف، فقد تجاوز الحدث الأصغر إلى الجهاد الأكبر، أي الجهاد مع النفس، والذين يجاهدون أنفسهم هم الذين يعمرون الأرض وينشرون السلام.
الشيء المهم الذي أكد عليه الأمير نايف هو أن الحادث الإرهابي لن يغير منهج الدولة في التعامل مع الناس، فالأبواب والقلوب سوف تبقى مفتوحة لاستقبال الناس، وسموه على حق، فالإنسان لن يكون معزولاً عن الأقدار، فالمؤمن (يعقل ويتوكل).
كما أن نهج الدولة سيبقى في التعامل مع الإرهاب، على أنه عمل إجرامي، ليس له علاقة بالدين أو بعادات وأخلاقيات المجتمع وقيمه.