ما بعد الصدمة
الحدث صدمة..
صدمة للأمير الذي ظل وفيا قولا وعملا لمنهج الدولة في التعامل مع فتنة الإرهاب.. حيث يتم التعامل عبر الاحتواء الإنساني والاجتماعي والفكري المعزز بالعمل الأمني الاحترافي المستمر لملاحقة خلايا الشر والإرهاب.
والحدث صدمة للأمير محمد بن نايف لأنه الرجل الذي فتح قلبه وبيته ومد يده لكل من قرر أن يعود إلى عقله ودينه وأهله.
والحدث صدمة لنا جميعا لأننا اعتقدنا أننا عملنا ما هو كافٍ لمحاصرة شرور الإرهاب..
لذا.. لعل الصدمة تأخذنا لنتعلم أكثر عن كيفية مواجهة هذا البلاء الذي يهددنا ويهدد استقرار مجتمعنا، فنحن أمام ظاهرة تتطور وتتعقد، مما يفرض علينا مزيداً من «الحكمة والرؤية» بعيدة المدى مع الحزم والعزم الذي يسد الطريق على كل من يقف خلف هذه الجماعات ويمدها بالفكر والدعم المعنوي والمادي.
الأمر المؤكد أن الأمير محمد بن نايف سيظل رجل الدولة الذي يدرك جيدا الفرق بين أعمال الفئة الضالة وما ترمي إليه وما تتستر خلفه، وبين ما تؤمن به «الفئة الكبرى» في مجتمعنا.
إننا في مجتمع يدرك أن ما تؤمن به هذه الفئة الضالة هو ضد عقيدة ومبادئ وعواطف مجتمعنا الأساسية، فالمجتمع، والأمير محمد من هذا المجتمع، يعرف أن «الدين» كعقيدة وسلوك والتزام وهو ما نؤمن به ويجمعنا، لا يلتقي مع الإرهاب ونزعات العنف، فلكل مساره، فالدين سيبقى المظلة والسقف الذي لا يعلو عليه أحد وهو الأرضية التي توحد كلمتنا ومواقفنا، وإدراك هذه الحقيقة والتمسك بها هما الآلية العملية التي ساعدتنا في السابق وستكون آلية الحاضر والمستقبل لمواجهة نزعات العنف وموجات التطرف.
إننا في حاجة إلى أن نجدد وقفتنا تجاه محاربة هذه الفئة، وأفضل وسيلة لذلك هي دعم موقفنا من الدين ورموزه من العلماء والمشايخ الذين يعرفون حقيقة الدين الذي ينبذ العنف ويكرس التسامح، فهؤلاء هم سند الدولة والمجتمع لمساعدة الشباب على التفقه في الدين الإسلامي وإدراك أبعاده الحضارية والإنسانية السامية التي تدفع الناس إلى عمارة الأرض وليس القتل والتدمير.
نحمد الله على سلامة سمو الأمير محمد بن نايف ونجاته من هذا الحدث الإرهابي المجرم، والأمير محمد وزملاؤه وإخوانه رجال الأمن من جميع القطاعات يعرفون ويدركون أنهم على ثغور هذا الوطن في جهاد دائم لحفظ الأمن، فحياتهم مرهونة لهذا الهدف، حفظ الله بلادنا من كل مكروه، وحفظ لنا أمننا واستقرارنا.