الاستفتاءات ومحال كل شيء بريالين
انتشرت هذه الأيام الاستفتاءات الرياضية الجماهيرية عبر الوسائل الإعلامية المختلفة المرئية منها والمقروءة كانتشار النار في الهشيم, وهذا يذكرني بانتشار محال «كل شيء بريالين» التي تبيع كل ما هو رخيص في شوارع مدن المملكة، والقليل من هذه الاستفتاءات يكسب احترام المتابعين، وأما الباقي فهو يثير الضحك أحيانا والضجر أحيانا كثيرة. والهدف من هذه الاستفتاءات هو الكسب المادي أولا وترسيخ التعصب الرياضي، ولا تلام الوسائل الإعلامية على ذلك فطريقة « اللي تغلب به العب به «هي السائدة لتحقيق الأرباح على حساب السذج والمغفلين وهم كثر، والمشكلة ليس فيهم فقط بل في من يعتمد نتائج هذه الاستفتاءات ويصدقها، فكفى ضحكا على أذهان الجماهير.
قدم الاتحاد مستوى مشرفا أمام الفريق الملكي ريال مدريد وعلى أرضه وبين جماهيره وبمشاركة نجومه الكبار، ورغم طبيعة المباراة الاستعدادية إلا أنها كانت جدية بكل المقاييس، وأبدع الحارس مبروك زايد بالتصدي لكرات نجوم الملايين وبكل ثقة، وكذلك النجم العربي الكبير الذي أعاد اكتشاف نفسه مع الاتحاد وبلغ قمة النضج الكروي فهو لاعب يسدد باليمين واليسار وبالرأس ويراوغ ويلعب من دون كرة وهو لاعب مؤثر بلا شك مع ناديه، وأصبح مطمعا لكل الأندية، ويستحق ما يطالب به من مبالغ مقابل تجديد عقده بل يستحق أكثر من مليون دولار عطفا على المبالغ الخيالية التي تدفع من قبل بعض الأندية في لاعبين لا يوازون هشام بوشروان في عطائه وتأثيره، نتمنى أن يكون قدوة لبعض لاعبينا, فالموهبة وحدها لا تكفي، بل الإصرار والالتزام والطموح.
يستعد النادي الأهلي في جدة للموسم الجديد بطريقة جدية وبعيدا عن الضوضاء الإعلامية بقيادة الأمير الشاب فهد بن خالد بن عبد الله, الذي يبدو عازما على إعادة الفريق بكل قوة إلى واجهة المنافسة وإلى المكانة التي يستحقها كفريق عريق, فعودة الأهلي ومعه شقيقه النصر للمنافسة إلى جانب الإتحاد والهلال والشباب على صدارة الكرة السعودية سيصب في مصلحة الكرة السعودية، ونتمنى أن يكون الدوري القادم مثيرا ممتعا وألا تنحصر بين فريقين أو ثلاثه كما هو الحال في المواسم الفائتة، وأتوقع ذلك, فالكل في هذا الموسم استعد جيدا، وكما يقولون فإن غدا لناظره قريب.
سيظل ماجد عبد الله أسطورة الكرة السعودية مهما حاول البعض مقارنة البعض به، فهو بيليه الصحراء والسهم الملتهب وجلاد حراس المرمى وهو قبل كل شيء « ماجد « ويكفي ذكر تلك الأحرف الأربعة لتقفز صورته إلى الذاكرة، كما هي قفزاته المميزة في الهواء وبعد تسجيله الأهداف ويعرفه من عاصره ومن لم يعاصره، فعلى يده وزملائه قفزت الكرة السعودية إلى منصات التتويج بداية من سنة 1984 في سنغافورة وبدأت بحصد الألقاب تلو الألقاب, ومهما تناسوا وحاولوا إيهام الناس بغير ذلك فسيظل هو الأسطورة ويكفيه فخرا أن يقارنوا غيره به، فهو المقياس والمعيار وبمجرد بزوغ نجم في الكره السعودية يسارع الجميع بإطلاق كلمة خليفة ماجد عليه ولم نسمع أن قيل خليفة فلان وفلان. ماجد نجم حقيقي صنع نفسه بنفسه ولم يكن نجما ورقيا صنعه الإعلام، وحاز إعجاب كل مدربي ونقاد العالم المرموقين وليس من يدعون ذلك، ولن تنجب الملاعب السعودية لاعبا بمستواه وأهدافه وأخلاقه، والتاريخ سيتجاوز غيره ويقف عنده والشمس لا تحجب بمنخال.
وقفة
الفقير يتعب بسبب وجبته اللاحقة .... والغني يتعب بسبب وجبته السابقة.