كيف ترهن وترتهن عقارا (2)

كان الحديث في المقال السابق عن صور الرهن وذكرت الصورة الأفضل والأصلح والأسلم في الرهن , وهي : أن يتفق الطرفان على الشروط وأن يكتبا عقدا بذلك ويوثقاه لدى كتابة العدل , وصورة أخرى تلجأ إليها بعض البنوك وشركات التمويل , وهي : أن يتم إفراغ العقار باسم المرتهن , وقد أشرت إلى المحاذير في ذلك , وأكمل في هذا المقال بالإشارة إلى أن من صور الرهن كذلك : أن يقوم الراهن بإفراغ العقار باسم طرف ثالث – ويسمى الأمين - وفي بعض الأحيان يكون شركة عقارية أو محاميا , ويُنص في العقد على أن العقار ملك للراهن ومرهون لصاحب الدين على أنه في حال حلّ الوفاء ولم يلتزم المدين فإن الأمين مفوّض من قبلِه ببيع العقار وتسليم الدائن حقه , وهذه الصورة قد تكون أفضل من الصورة المشار إليها في المقال السابق والتي يكون فيها العقار مفرغا باسم الدائن المرتهن , إلا أنها ليست الأفضل لأنه يرد عليها أن بيع المرهون – وفق المستقر قضاء - لا بد أن يكون من قبل القضاء لتحقيق العدالة , ومن ثم فقد يدخل الطرفان في مخاطرة في حال البيع .
وأختم بأن الحل لكل هذه المخاطر –بعد عون الله- , والطريق إلى تنظيم السوق والسعي إلى تقليل القضايا في المحاكم بسبب آثار هذه العقود غير المتفقة مع القواعد الفقهية أو النظامية هو : بصدور نظام الرهن العقاري الذي يُنتظر صدوره في وقت قريب مع باقي الأنظمة والتي تُشكل بمجموعها منظومة التمويل العقاري , وهي : نظام مراقبة شركات التمويل , ونظام التمويل العقاري , ونظام الرهن العقاري , ونظام التأجير التمويلي , وبصدورها سيتحرك راكد فقهي ونظامي وتجاري وإسكاني , ونتمنى أن تكون سببا في حل أزمة الإسكان .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي