اللغط في المعالجة المحاسبية للشهرة (2 من 4)

الجواب عن تساؤل الأسبوع الماضي "نعم" حيث يشير عالم المحاسبة Most أن لا شيء في المحاسبة واجه ويواجه غموضاً في تحديده أكثر من بند "الشهرة" فيما عدا الاستهلاك، ويعرفها عالم الاقتصاد Canning لعام (1929) كونها "Master of Evaluation"أو "وعاء بواقي التقييم" وهذه الفكرة مستقاة من فلسفة المدرسة التفسيرية وعاكسة للفكر الاقتصادي وخاصة أفكار Fisher ، حيث إن قيمة المنشأة أو الوحدة المحاسبية المدفوعة في حالة التوازن تعادل القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية، فإذا ما تم تغير في توقع التدفقات النقدية سواء كمية أو خصماً، فإن الفرق سواء كان إيجابياً أو سلبياً يمثل وعاء التقييم، أو الشهرة الإيجابية أو السلبية، وحددت الشهرة أحياناً، وخاصة في بريطانيا، بأنها مقابل حقوق السيطرة، فالشركة المستثمرة تدفع مبالغ زيادة عن قيم الأصول العادلة لاعتقادها بقدرتها على السيطرة على القرار وبالتالي زيادة التدفقات النقدية المستقبلية.
وإذا أخذنا الشهرة بالمعنى اللفظي أو النظري فإنها لا تعدو عن كونها عقلاً ومنطقاً عبارة عن الفرق بين القيمة الحالية للدخل المتوقع والذي يزيد على الدخل العادي لنموذج أعمال مماثل، ففي حالة تقبيل محل خياطة على سبيل المثال، وكان متوسط دخل المحل 10.000 ريال سنوياً لعمر عشر سنوات والقيمة الحالية (فرضية) 86450 ريالا، فإذا كان متوسط المعدل الربحي لدخل محلات الخياطة المشابهة 8000 ريال لعمر عشر سنوات، والقيمة الحالية المتوسطة (فرضية) 64450 ريالا فمن المفترض أننا ندفع 12000ريال لقاء شهرة ذلك المحل، أو يمكن أن نقارن ربحية الاستثمار مع معدل الاستثمار العادي، ويمثل الفرق الشهرة. ويمكن أيضاً من الناحية العملية أن تكون الشهرة نتيجة التقييم، وتمثل الفرق بين القيمة العادلة لصافي الأصول وبين القيمة المدفوعة، ويمكن أن تنتج الشهرة مقابل عمليات محاسبية بحتة كما في عمليات الشراء والاندماج. نتابع في الأسبوع القادم والله أعلم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي