الدم .. إكسير الحياة

تتجدد أيام الدعوة للتبرع بالدم ومناسباته التي توضح الأهمية لهذا السائل الأحمر إكسير الحياة ويأتي اليوم العالمي للتبرع بالدم الذي تم اختيار شعاره لهذا العام بـ "دم سليم من أجل أمومة دون خطر" من قبل جمعية الصحة العالمية وذلك من أجل تعزيز وزيادة فرص الحصول على الدم المأمون من خلال عمليات التبرع الطواعية والمجانية وتوفير الدم الآمن ومشتقاته لمن يحتاج إليه من المرضى. ومن المهم جداً ونحن نحتفل سنوياً بهذا اليوم أن نوجه الشكر والتقدير للأشخاص الذين يتبرعون بدمائهم في شتى أنحاء العالم.
فالجميع يعلم أن الدم لا يمكن توفيره إلا من خلال الإنسان فقط ومع الاحتياج المستمر للدم من جراء الحوادث المرورية التي مازالت تسبب نقصاً في مخزون مصارف الدم وتزيد من الطلب على فصائله ولازدياد إجراء العمليات الجراحية من زراعة قلب وكلى وما تتطلبه الأمراض الأخرى مثل مرض سرطان الدم وغيره .. كل ما تقدم يدعونا للاستمرار في العمل الجاد للمحافظة على مخزون مناسب من فصائل الدم المتعددة لتلبية الحاجة إليها.
ورغم محاولات العلماء في إجراء البحوث لتوفير دم بديل تظل تلك المحاولات غير كاملة ولم تحقق المنشود حتى تاريخه ومازالت مكونات الدم تعد مطلباً مهماً للرعاية الصحية المتقدمة ويظل المتبرعون بالدم طواعية هم حجر الأساس لإمدادات الدم الآمنة ولابد أن أشير إلى أهمية الحملات الوطنية الكاشفة والمستترة لتحقيق ذلك، وتساهم جودة الخدمة المقدمة للمتبرع في بناء التزام المتبرع وتحفيز رغبته في التبرع بانتظام.
وبالاطلاع على دافع التبرع بالدم عالمياً يتضح أن أكثر من 80 مليون وحدة من الدم يتبرع بها سنوياً لكن 38 في المائة منها فقط في البلدان النامية التي يقطنها 82 في المائة من سكان العالم، وهذه تبين مقدار وأهمية توافر الدم لإنقاذ المرضى ورعاية الأمومة التي تحتاج في حالات النزيف وأثناء الولادة إلى تعويض سريع من الدم.
والتبرع بالدم بجانب الأجر العظيم من الله لهذا العمل الإنساني له فوائد صحية متعددة للمتبرع يجنيها من تبرعه فهل نجعل عادة التبرع بالدم لدينا من العادات المستمرة والمحببة ونحرص على أدائها بين وقت وآخر؟ إنها دعوة للجميع وأرجو أن نراها في كل مكان وزمان وشكراً لجهود المسؤولين والمختصين في مصارف نقل الدم وخدماته على الجهد المبذول والمقدر لعملهم المتواصل لتوفير دم آمن يصرف للجميع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي