Author

من يملك الحقيقة؟

|
العالم يتطور والثقافات تتغير وبين هذا وذاك حياة تتسارع، وبما يجعلنا في محل الحيرة تجاه الكم الذي نحتاج إليه من الجهد والعمل لكي نلحق بالركب العالمي .. هي متغيرات سريعة إلى درجة أنه يصعب على من هو مثلنا اللحاق بها .. ولعلنا نستطيع أن نفعل ذلك لو تهيأ لنا بعض قبول قليل مع أريحية تستقبل وترضى، لا ترفض حتى قبل أن تعلم .. من جهتي فقد تألمت كثيراً من تلك الرسالة التليفونية التي تلقاها الهاتف النقال للممثل المالكي .. وفيها من التعبير عن الرفض والفكر المتراجع الشيء الكثير، حتى أنها في فحواها تستجدي العاطفة وتلجأ إلى الروحانيات .. وسط جزم بالغ من مرسلها أن ما يعمله المالكي مناف جداً للأخلاق والقيم وقبلها كلها الدين الحنيف. أنا لست في محل تقييم العمل الخاص بالمالكي من الناحية الدينية والاجتماعية، وإن كنت أؤمن (شخصياً) أن كثيرا مما يظهر من أعمال محلية هي أقرب إلى التهريج منه إلى العمل المتزن الهادف .. لكن ما علينا .. ما نريد تأكيده هو لغة الرفض التي عليها بعض من مجتمعنا حيال كل جديد .. ولماذا نلبس رفضنا ثوب الدين؟ ونجعل ما لا نريده منافساً لديننا .. فالمسرح والسينما هما قناتان تلتقيان بالناس فإن أحسنّا مضمونهما أحسنّا إلى الناس، وإن ساءا كانت الإساءة إلى الناس.. وبين هذا وذاك، نسأل لماذا تتداخل الظواهر ولماذا نعلن أحكامنا قبل أن نقيس؟ والأهم لماذا نحن بعيدون كل البعد عن فهم الثقافة الحقيقية .. كما هي المعرفة والتكنولوجيا الحديثتين؟ نحن بحاجة ماسة إلى إيجاد لغة تفاهم نصل من خلالها إلى النتائج المرجوة لكي نكون أصحاب فهم مشترك واحترام متبادل.. وقبول ظاهر وصريح.. لكن هل نتمكن من ذلك ؟ قد نستطيع أن نبلغ المراد، لكن قبل ذلك على بعضنا أن يتخلى عن اعتقاده بقدراته الخارقة المتمثلة بأن الحقيقة هي ملك له والآخرون مغيبون جهلة. علينا كمجتمع أن نتبادل وجهات النظر، أن نتدارس أمورنا، أن نقتنع بالنتاج والنتيجة، الأهم أن نوجد التفاعل فيما بيننا .. بعيداً عن رسائل التحريض وتلك التي تحتوي أدعية بالويل والثبور والسرطان، وقال تعالىيا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وهذه هي رسالة الحضارة.
إنشرها