لا بد من وقفة دولية حاسمة

في مقالتي السابقة عرجت على تعداد الكوارث والأمراض التي بدأت في الظهور وستزداد وستظهر أسماء كثيرة ما لم تتوقف مسببات ارتفاع درجة حرارة الأرض التي سببها الاحتباس الحراري نتيجة للغازات المتصاعدة لطبقات الجو وغير الصديقة للبيئة بجانب التلوث المائي وتلوث التربة. وأشرت إلى أهمية العودة إلى الله تعالى ومحاسبة أنفسنا للتلوث البيئي المستمر وتلوث الأخلاق والسلوكيات نتيجة للأنانية والظلم وغياب الشفافية وغير ذلك من أخلاقيات، وأشرت إلى أن هناك أنواعا كثيرة من الأمراض قد يصل عددها إلى 12 نوعا منتظرة لساعة الصفر لتنطلق من عقالها إذا لم يتوقف التلوث الذي أشرنا إليه أو إذا لم نكافح بجد وإخلاص لإصلاح ما سببه التلوث.

وتشير التقارير الصادرة من المدير الإقليمي لشؤون غرب المحيط الهادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة إلى أنه من المتوقع ارتفاع نصيب قارة آسيا من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري مما سيؤدي إلى أهمية التدخل في هذا الوضع المقلق. كما أن ارتفاع درجات الحرارة ضمن التغيرات التي تؤثر في ظهور مرض الملاريا وهذا المرض عاد للظهور في أماكن أخرى لم يكن فيها من قبل، وتشير تقارير الأمم المتحدة أيضا إلى ارتفاع بيّن في درجات الحرارة في كثير من البلدان الآسيوية مقارنة بالماضي، مما يؤكد زيادة الأمراض والكوارث البيئية ونقص الغذاء وشح الماء وازدياد أعداد الفقراء والمهاجرين خارج بلادهم واندلاع الأزمات وربما الحروب بسبب الأخطار المحدقة بالبيئة التي أشرنا إليها، وأمام كل ذلك فلا سبيل إلا إلى وقفة دولية حاسمة، وهذا ما دعت إليه منظمة الصحة العالمية مناشدة أصحاب القرار السياسي في العالم إلى التحرك بسرعة قبل فوات الأوان لمعالجة مشكلة ارتفاع حرارة الأرض الخطيرة وإلا سيواجه العالم تداعيات صحية واقتصادية خطيرة. وأوضح المسؤول الصحي في الأمم المتحدة أن أزمة ارتفاع الحرارة تتوارى خلف حقيقة مفادها أن قضايا ارتفاع الحرارة لا تمثل هاجسا ومشكلة ملحة لعدد كبير من الحكومات مثلما تهتم الدول بالأمراض الوبائية سريعة الانتشار، لذلك فإن المجتمع الدولي بحاجة ماسة إلى أخذ القضايا البيئية بجد تام وخاصة الاحتباس الحراري المشار إليه آنفا، وقد أفاد تقرير جديد أعدته لجنة شكلتها المجلة الطبية البريطانية (لانسيت) أن تغير المناخ سيشكل أكبر تهديد للصحة العالمية في القرن الواحد والعشرين غير أن العالم لا يزال يجهل الكثير عن آثاره المحتملة وخاصة على البلدان النامية، كما أكد رئيس أمانة التغير المناخي في الأمم المتحدة أن الوقت ضيق للوصول إلى اتفاقية لمكافحة التغير المناخي في الموعد الذي خطط له سابقا وهو نهاية عام 2009 الحالي، وأشار إلى أن هناك جدولا زمنيا من المقرر أن ينتهي باتفاق دولي على معاهدة جديدة للمناخ تحل محل بروتوكول كيوتو الحالي في اجتماع في كوبنهاجن أواخر هذا العام. وفي الحلقة المقبلة 73 نبدأ موضوعا آخر يخص التدريب العملي في مجال حماية البيئة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي