فلتتعال الصرخات!

مسلسل تزويج القاصرات .. أو ذبح القاصرات .. بتزويجهن من كهول تعدوا السبعين .. أي انتهت فترة صلاحيتهم عمليا وعلميا للزواج أو حتى التفكير بالمستقبل .. أو حتى إنجاب أطفال.
الظاهرة استشرت .. الجرائد والصحف ووسائل الإعلام المختلفة وحتى ساحات القضاء .. الكل يستنكر ويستهجن.
المانشيتات تثير الدهشة والاستغراب والحزن لمصير هؤلاء الزهرات .. إليك بعض المانشيتات:
قاصر ذات عشر سنوات زوجت برجل في منتصف الستينيات من العمر في منطقة "حائل" .. سبعيني ثري يطلب نصف مليون ريال لتطليق قاصر تبلغ 13 عاما كان قد تزوجها في "المدينة".
قاض يلغي عقد زواج رجل يبلغ 70 عاما من فتاة في الرابعة عشرة في "القطيف"،
ولكن لماذا يذبح الأب ابنته .. لماذا يقدمها رخيصة على طبق من ذهب لرجل يدفن طفولتها ومراهقتها وأحلى سنوات عمرها لتتحول لزوجة وأم وامرأة ناضجة أو المطلوب فيها أن تكون ناضجة.
الأسباب واهية .. والحجج ضعيفة هشة .. وفي النهاية تتحول القضية لتجارة رابحة .. لا تختلف عن تجارة الرقيق يخرج فيها الأب فائزا بصفقة مالية مقابل فلذة كبده .. متحججا بأنه رحمها من نار العنوسة .. وحافظ عليها من خطر مرحلة المراهقة والانحراف في زمن الفتن والمغريات .. والزوج المتصابي العجوز المتهالك يعتقد أنه سيجدد شبابه من خلال هذه المسكينة وسيعيش معها بسعادة فهي صغيرة لن تعترض فلا رأي لها .. عجينة ويشكلها كيفما شاء .. وأنها .. وأنها أكثر خصوبة وقدرة على الإنجاب.
الصرخات تتعالى لوقف هذه المذبحة المهينة لأبسط حقوق المرأة .. وقد دعت جمعية الدفاع عن حقوق المرأة إلى تحديد سقف ملزم لزواج الفتاة بما لا يقل عن 17 عاما فيما لا يقل عمر الشاب عن 18 عاما، وأن يكون لهما الحرية في الاختيار دون تدخل أو إجبار أي طرف .. وأشارت في بيان صحافي إلى أن المملكة وقعت على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي تعتبر في مادتها الأولى أن كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة هو طفل .. ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه. وقد أنتجت الجمعية فيلما وثائقيا .. قصيرا عن زواج القاصرات اسمه "أنا طفلة ولست امرأة" كخطوة للتوعية بمخاطر زواج القاصرات ومعارضتهم له وأن تحديد الزواج بسن السابعة عشرة يعتبر معقولا بوصول الفتاة لمرحلة من النضج الفكري والنفسي والتعليمي بعد المرحلة الثانوية.
نضم صوتنا أو صرختنا لهذه الصرخات المستنكرة والرافضة لذبح القاصرات .. ونطالب بزيادة جرعات التوعية للآباء لعلنا ننجح في تنوير عقولهم وقلوبهم لمصلحة بناتهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي