رحيل صانع السعادة!
وقف ملايين الرجال و(النساء) حاسري الرؤوس يحملون القبعات والغترات والطواقي والطرابيش .. وقفوا أمام قبر صانع السعادة الصيدلي الأمريكي الراحل "روبرت فورشفورت" الذي اكتشف وهو في الثمانين من عمره الحبة الزرقاء التي أطالت الرقاب ورفعت الرؤوس وأسعدت الرجال والنساء .. الحبة الزرقاء أو مادة "السيلد نافيل" التي تحمل الاسم التجاري "الفياجرا".
عام 1998 اهتزت الأوساط الطبية بخبر أذاعته وكالات الأنباء على شكل خبر عاجل .. اكتشف صيدلي أمريكي عقارا جديدا يتم تناوله بالفم .. هذا العقار يقضي على 70 في المائة من العجز الجنسي عند الرجال في جميع الأعمار.
وسرعان ما قامت الشركة التي يعمل فيها "روبرت" بتصنيع "الفياجرا" وطرحها في الأسواق .. القرص بعشرة دولارات ثم انخفض السعر وانخفض حتى وصل إلى دولار واحد .. وأسرعت شركات أخرى في مختلف دول العالم إلى تصنيع القرص المعجزة.
إن "الفياجرا" أنقذت ملايين الرجال من الهزيمة في الفراش التي قال عنها "نابليون" إن الهزيمة الحقيقية التي تلحق بالرجل هي الهزيمة في الفراش .. ولعله كان على استعداد للتخلي عن إمبراطوريته الواسعة مقابل حبة واحدة من القرص السحري.
إن "الفياجرا" لم تحقق المتعة فقط للرجال والنساء ولكنها أنقذت ملايين البيوت من الخراب والانهيار .. فقد أثبتت الإحصاءات أن المشكلة الجنسية تمثل النسبة الأكبر لأسباب الطلاق تليها المشكلة المالية.
لقد حصل "روبرت فورشفورت" على جائزة "نوبل" وهو يستحقها فربما كانت "الفياجرا" بعد الأسبرين هي أهم اكتشاف دوائي في التاريخ، فليس هناك شخص واحد في العالم لم يستعمل الأسبرين أو مشتقاته مما جعله أشهر عقار في العالم.
وقد صرح "فورشفورت" بأنه سعيد بحصوله على "نوبل" ولكن سعادته أكبر بالرسائل الكثيرة جدا التي وصلته من رجال أنقذتهم الحبة الزرقاء من هزيمة الفراش، وهي هزيمة لا يعوضها أي انتصار آخر.