الرياض تبحث أسباب تحفظ الإمارات على مقر البنك المركزي الخليجي
أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، أن الإمارات متحفظة على اختيار الرياض مقرا للبنك المركزي الخليجي، وقال الفيصل: "الإمارات أعلنت أنها متحفظة ونحن نريد بالضبط معرفة مجالات هذا التحفظ وكيف يمكن إزالتها، ونحن مستمرون في البحث، ونأمل أن تسود الإرادة المشتركة لإنشاء هذا البنك المهم كمؤسسة مهمة في خدمة المواطن الخليجي". وكان الأمير سعود الفيصل يرد على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي عقده أمس في الرياض مع وزير خارجية هولندا ماكسيم فيرهاخن.
في الوقت ذاته، أكد عبد الرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، أن اختيار الرياض مقراً للمجلس النقدي الذي يؤسس لقيام البنك المركزي الخليجي، تم بناء على اتفاق وموافقة معظم دول المجلس على رغبة المملكة في استضافة المقر، والدول التي وافقت هي: قطر، الكويت، عمان، والبحرين. وجاءت تصريحات العطية بعد استقباله وزير الخارجية اليمني أبو بكر عبد الله القربي في الرياض أمس.
يشار إلى أن اختيار الرياض مقرا للبنك المركزي الخليجي تم في القمة التشاورية التي استضافتها الرياض الثلاثاء الماضي، وهي خطوة ستسرع في استكمال متطلبات الوحدة النقدية الخليجية.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن المملكة العربية السعودية تعكف حاليا على تنفيذ برامج تنموية طموحة في الداخل توظف فيها معظم احتياطياتها مبينا أن هذه البرامج حظيت باهتمام قمة العشرين لأثره الإيجابي المتوقع في تحفيز الطلب وجذب الشركات والمؤسسات العالمية للإسهام في التنمية القائمة .
#2#
وتحدث الفيصل عن تحفظ الإمارات على اختيار الرياض مقرا للبنك المركزي الخليجي فقال" الإمارات أعلنت أنها متحفظة ونحن نريد بالضبط معرفة مجالات هذا التحفظ وكيف يمكن إزالتها، ونحن مستمرون في البحوث ونأمل أن تسود الإرادة المشتركة لإنشاء هذا البنك المهم كمؤسسة مهمة في خدمة المواطن الخليجي".
وقال الفيصل في مستهل مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس في الرياض مع وزير خارجية هولندا ماكسيم فيرهاخن الذي يزور المملكة حاليا "نأمل أن تتيح هذه الفرصة زيادة عدد المشاريع السعودية ـ الهولندية المشتركة التي تبلغ حاليا 73 شركة تعمل في قطاعات الاستثمار والبناء والتشييد والنقل والمواصلات والتصنيع وغيرها من المجالات".
وأكد الفيصل أن من أهم مجالات التعاون بين المملكة وهولندا مكافحة الإرهاب منذ مشاركة هولندا في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي استضافته الرياض عام 2005 م مؤكدا أهمية اقتران الجهود الأمنية في المكافحة مع العمل على اقتلاع هذه الظاهرة العالمية من جذورها بما يستدعيه الأمر من سياسيات تتمثل في مكافحة مصادر تمويل الإرهاب ومحاربة فكرة التعصب والتطرف المحرض عليه بما في ذلك أفكار الكراهية والإقصاء والعنصرية ونزعة ازدراء الشعب والثقافات والديانات.
وأوضح أنه بحث مع وزير خارجية هولندا عددا من الموضوعات السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط .
ورحب وزير الخارجية السعودي في بداية المؤتمر الصحافي بنظيره الهولندي، معتبرا أن زيارته للسعودية شكلت فرصة جيدة لاستعراض العلاقات وبحث سبل تعزيزها وتطويرها في عدد من المجالات
وتناول الفيصل ما جرى بحثه في اجتماع الطرفين، وقال "أبرز المستجدات على الساحة الدولية الأزمة المالية التي يشهدها العالم والجهود الدولية القائمة لمعالجة آثارها وتداعياتها بما في ذلك القرارات التي صدرت عن قمة العشرين الأخيرة في لندن وما اشتملت عليه من برامج تحفيز نأمل أن تؤدي إلى استعادة الثقة بالاقتصاد الدولي وتوفير أسباب نموه وازدهاره مع إدخال الإصلاحات المطلوبة في النظام المالي الدولي .
والسعودية عاكفة حاليا على تنفيذ برامج تنموية طموحة في الداخل توظف فيها معظم احتياطياتها وقد حظي هذا البرنامج باهتمام قمة العشرين لأثره الإيجابي المتوقع في تحفيز الطلب وجذب الشركات والمؤسسات العالمية للإسهام في التنمية القائمة ونأمل أن تتيح هذه الفرصة زيادة عدد المشاريع السعودية ـ الهولندية المشتركة التي تبلغ حاليا 73 شركة تعمل في قطاعات الاستثمار والبناء والتشييد والنقل والمواصلات والتصنيع وغيرها من المجالات .
وقال الفيصل "فيما يتعلق بالجانب السياسي من المحادثات بحثنا عديدا من القضايا التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وتداعياته. وقال "وقد أكدت من جانبي أن حل هذا النزاع من شأنه المساهمة الكبيرة في حل عدد من المشكلات التي تعانيها منطقة الشرق الأوسط .
وأعتقد أننا متفقون على أهمية التحرك الفوري نحو إحياء عملية السلام من حيث توقفت وفق المرجعيات المعتمدة والمتمثلة في مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها وخطة خريطة الطريق وتفاهمات أنابوليس ومبادرة السلام العربية التي توفر عرضا فريدا للسلام ليس فقط بين إسرائيل وجيرانها بل وجميع الدول العربية والإسلامية التي أقرتها مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها في عام 1967م وإعادتها الحقوق الفلسطينية المشروعة وذلك في إطار تحقيق أهداف السلام العادل والشامل والدائم المفضي إلى قيام دولتين مستقلتين، إذ ترحب المملكة بالتأكيدات الأمريكية لإطلاق عملية السلام وفق هذه الأسس فإنها ترى أهمية أن تثبت إسرائيل جديتها ومصداقيتها تجاه عملية السلام وتفي بالتزاماتها نحوها بخطوات عملية ومن أهم هذه الخطوات إيقاف بناء المستوطنات أو توسيعها وإيقاف جميع الإجراءات القائمة لتهويد القدس وتغيير المعالم على الأرض ورفع الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني .
واختتم بالقول "لا يفوتني في هذا الصدد أن أعبر عن تقديرنا لدور هولندا والاتحاد الأوروبي في دعم الشعب الفلسطيني ورفع معاناته الإنسانية".
عقب ذلك ألقى وزير خارجية هولندا كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره للأمير سعود الفيصل على حسن الاستقبال والضيافة وقال "للمملكة العربية السعودية وهولندا علاقات تاريخية قديمة، وقد ناقشنا اليوم عددا من الموضوعات التي تهم بلدينا الصديقين"، وأبرز النشاط الدبلوماسي لحكومة هولندا في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، مبينا أن هولندا تقدم مساعدات للشعب الفلسطيني ، وترى أن الحل للصراع العربي ـ الإسرائيلي هو في إقامة دولتين مستقلتين هما فلسطين وإسرائيل .وثمن وزير خارجية هولندا مبادرة السلام العربية التي قدمتها المملكة العربية السعودية وأقرتها الدول العربية من أجل التسوية السلمية للصراع العربي ـ الإسرائيلي وإحلال السلام في المنطقة.
وأبان وزير خارجية هولندا أنه تم خلال زيارته الحالية للمملكة العربية السعودية التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارتي التعليم العالي في المملكة وهولندا للتعاون بين الجامعات وابتعاث الطلبة بين البلدين.
وأوضح أن السعودية وهولندا مهتمتان بتطوير العلاقات الاقتصادية بينهما ومن ذلك زيادة حجم الصادرات والواردات بين البلدين، وأشار إلى أنه ناقش مع الأمير سعود الفيصل خطر القرصنة في خليج عدن والتعاون الإقليمي والدولي من أجل حماية السفن من هذا الخطر.
وأشاد باحترام السعودية لحقوق الإنسان واهتمامها بها وكذلك حقوق المرأة وقال "خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كان إيجابيا في هذا الموضوع".
وعلق الأمير سعود الفيصل على موضوع حقوق الإنسان قائلا "إننا في هذا البلد نرى حقوق الإنسان جزءا من معتقداتنا وليس لإثبات حسن سلوك، وحقوق الإنسان في الدين الإسلامي عنصر أساسي من عناصر الحياة في هذه المنطقة، وإذا كانت العالمية هي المؤشر، فتطبيق حقوق الإنسان من زاوية إسلامية تعنى بأكثر من بليون نسمة، فهي عالمية بطبيعتها".
وردا على سؤال لسمو الأمير سعود الفيصل عن موقف المملكة مما يحدث من توتر في اليمن قال "المملكة مع اليمن في كل الطريق، ونحن نعتقد أن استقرار المملكة هو من استقرار اليمن، واستقرار اليمن هو من استقرار المملكة، وبالتالي ما يهز هذا الاستقرار سيهز الاستقرار في البلد الثاني، وهناك علاقات وثيقة بين البلدين في مجالات مختلفة".