دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ قادة الاتحاد الأوروبي إلى الوقوف إلى جانب بلاده في مواجهة النهج الأحادي، موجهاً بذلك انتقاداً غير مباشر للرئيس الأميركي دونالد ترمب ومحاولاته لزعزعة النظام العالمي القائم.

في رسالة وجهها إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، بمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، شدد شي على ضرورة أن يعمل الجانبان على "إدارة الخلافات بشكل مناسب" وتعزيز التواصل الاستراتيجي.

عالم متعدد الأقطاب

نقلت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية عن شي قوله، اليوم: "ينبغي على الصين والاتحاد الأوروبي التمسك بالتعددية، والدفاع عن العدالة والإنصاف، ومعارضة التنمر الأحادي". أضاف أن الطرفين "عليهما العمل معاً لمواجهة التحديات العالمية، ودعم عالم متعدد الأقطاب يتسم بالعدالة والنظام وعولمة اقتصادية شاملة".

الدعوة الصادر عن شي تُعد أحدث مؤشر على رغبة بكين في تحسين علاقاتها مع بروكسل، إذ جاءت في اليوم ذاته الذي أكدت فيه الصين علناً، ولأول مرة، تعليقها للعقوبات المفروضة على مشرعين أوروبيين، والتي كانت قد عطلت الحوارات الثنائية بين الجانبين.

صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، للصحفيين خلال الإفادة الصحفية اليومية اليوم أن العلاقات بين بكين وبروكسل شهدت "تقلبات ومنعطفات"، لكن حان الوقت الآن لفتح صفحة جديدة.

نقل التلفزيون المركزي الصيني عن جيان قوله: "في ظل الظروف الحالية، يرى الجانبان أن من المهم جداً أن تعزز الصين والاتحاد الأوروبي الحوار والتعاون. نعتقد ونتوقع أنه مع الاستئناف الكامل للحوارات المتبادلة بين الصين والاتحاد الأوروبي، ستتعمق أواصر التفاهم والتواصل بين الطرفين".

تسعى الصين إلى إصلاح علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، مُقدمة نفسها كشريك أكثر موثوقية في وقت يعكف فيه ترمب على التباعد عن التكتل الأوروبي الموحد. كانت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا أكدت الأسبوع الماضي صدور قرار بكين بشأن رفع العقوبات بوقت سابق.

عقوبات متبادلة

تعود العقوبات التي فرضتها بكين خلال 2021 إلى استهداف 5 أعضاء من البرلمان الأوروبي، إلى جانب اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان التابعة للهيئة التشريعية. جاءت هذه الخطوة رداً على إجراءات اتخذها الاتحاد الأوروبي سابقاً بسبب ممارسات الصين المتعلقة بحقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ الواقعة في أقصى غرب البلاد.

في تقرير منفصل، نقلت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوله إن بكين ترحب بزيارة كل من أنطونيو كوستا وأورسولا فون دير لاين إلى البلاد، من أجل عقد جولة جديدة من المحادثات الثنائية "في الوقت المناسب".

رغم ذلك، ما تزال هناك خلافات قائمة. في فعالية أُقيمت في بكين لإحياء الذكرى السنوية لتأسيس العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، وأيضاً بمناسبة "يوم أوروبا" الذي يُصادف 9 مايو، أثار سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين، خورخي توليدو، مجموعة من القضايا الخلافية التي ظلت محل انقسام بين الطرفين على مدى سنوات.

اختلالات التجارة

أعاد خورخي توليدو، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين، التأكيد على دعواته لبكين من أجل معالجة اختلالات التجارة، وتوفير بيئة سوقية عادلة للشركات الأوروبية في الصين، والتعاون في مواجهة التحديات العالمية، بالإضافة إلى تبادل الالتزام مع الاتحاد الأوروبي بتحسين العلاقات الثنائية.

اختتم توليدو: "الاتحاد الأوروبي مستعد لبذل الجهد اللازم. نأمل أن تبذل الصين نفس الجهد".