فلنحب الحياة

كثيرا من يجلس أو يقابل هؤلاء ذوي النظرة التشاؤمية في الحياة ممن يحبطونك ويثبطون الهمم، منهم من تسمعه يقول تارة "الدنيا ما فيها خير" وتارة أخرى "الوضع سيئ" دون تفكير منهم أو بذل أي محاولة لتغيير هذا الوضع السيئ الذي يتحدث عنه، أو طرح فكرة أو رؤية لحل مشكلة, وأقصى مجهود يتم بذله من قبلهم هو كلام دون إنتاج.
هؤلاء ينطبق عليهم قول الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
لذا فإننا عندما نتحدث عنهم نصفهم بأنهم أشخاص لا يحبون الحياة, والمقصود بحب الحياة ليس حبها بالتشبث بها, لأن هذه فطرة في كل إنسان، إنما عدم حبها بعدم الإنتاج وعدم التطوير, لأنك عندما تحب شيئا وتقتنع به ستبدع فيه, فعندما تحب وطنك فستقوم بالعمل على تطوير هذا الوطن, وعندما تحب عملك ستنتج فيه, وعندما تحب حياتك ستقوم على إدارتها بالشكل الصحيح واستغلالها بما فيه منفعة لك ولغيرك.
وعند حبك حياتك سيجعلك هذا الحب تعمل دون أن تكترث لما يقوله من حولك من مغرض وغيره لأن هناك أناسا لا يجدون في حياتهم غير النقد دون أن يقوموا بأي إنتاج, هذا أيضا يقودك إلى الراحة النفسية لأنك بحبك حياتك ستستطيع أن تخرج من أي مشكلة تواجهك وإن طالت وبذلت فيها جهدا لأن هذا الحب سيكون دافعا لك للخروج منها وتجاوزها.
ونرى أمامنا مثالا وهو الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية وكيف كان وضعها الاقتصادي لكن بحبها حياتها وحب التطوير استطاعت أن تجتاز هذه المحنة وتتعافى لتصبح أفضل مما سبق بمراحل. سيقول البعض إن هذه المفاهيم تجعل من يتصف بها ذا كبر أو غير اجتماعي لأنه لا يرى الناس شيئا أو منعزل ولكن هذا على النقيض تماما, فنجد من يجلس للنقد هو من ينعزل ويبغض لأنه بجلسته هذه إنما هو جالس لتقييم الناس ونقد تصرفاتهم "وأنت عندما تبدأ بتقييم الناس لن تجد الوقت لتحبهم".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي