عفواً. . تعذر الإتصال!
لغتنا تشبه العجينة الطريّة التي تبدأ في التشكل منذ اليوم الأول، بل حتى قبل خروجنا للدنيا إذا سلّمنا بأن الجنين يستمع للعالم الخارجي من خلال أمه.
خلال نموّهم يحتاج الأطفال إلى حصيلة مناسبة من المفردات التي تعينهم على التواصل مع العالم الخارجي، وهنا يأتي دور الوالدين الذين يشكّل الاحتكاك بينهم وبين الطفل أول تجربة للعلاقات الإنسانية.
وأي ضعف أو مشكلات تنتج في هذه المرحلة ستمتد إلى سنوات الدراسة الأولى وتعوق الطفل من تعلم القراءة والكتابة بصورة صحيحة.
من أمثلة الأخطاء التي يقع فيها الآباء عند الحديث مع الطفل استخدام الكلمات بصورة خاطئة أو تصغيرها لتدليله، وما يحصل حينها هو أن الطفل يسجّل هذه الكلمة للمرة الأولى بهذه الطريقة ويحتفظ بنطقها على اختلاله زمناً ما لم يتمّ تصحيحه.
والبحوث التي تتناول النموّ اللغوي تشير إلى أن تعلم الطفل الكلمات يؤثر بشكل مباشر قراءته وكتابته واستيعابه لاحقاً.
تشجيع الأطفال على سرد قصص قصيرة أو الحديث عن شعورهم حيال الأشياء وإن كانت قدرتهم على التعبير ضئيلة يساعد على اكتشاف قدرتهم على التعلم وتصويبهم كلما كان ذلك مناسباً.
واستخدام بعض الألعاب اللغوية يحفز على التعلم، مثل اختيار كلمات يومية لترديدها وربطها بالصورة والموقف والاستماع لنطقها الصحيح من خلال الأشرطة الصوتية والفيديو.
إضافة إلى لجهود الأسرة تأتي وسائل الإعلام وطرحها المخصص للأطفال، إذ إن كل ما يتابعه الصغير على شاشة التلفزيون يزيد من خبراته المعرفية واللغوية.
فالقنوات التي تقدم برامجها بلغة صحيحة تحقق المأمول منها وتلك التي تستخدم اللهجات المحلية أو اللغات المخلوطة والمحرفة عن أصولها تخلُّف أثراً سلبياً يصعب التخلص منه بسبب تعلق الأطفال بشخصياتهم المحببة وتقليدها في كلّ شيء!
العمل على بناء لغة غنية ينقذ الأفراد لاحقاً من مشكلات سوء التواصل والعجز في التعبير عن الذات والمشاعر.