تأملات قارئ شغوف
يتعاظم لديّ شعور بالسعادة في كلّ زيارة للمكتبة، نوعٌ خاص من الحبور عندما أكون بين رفوف الكتب وأتابع مشهد زوارها وكل منهم يحتضن كتاباً ويخرج.
أحدّث نفسي للحظات: أتمنى أن يكون اختياركم جميلاً، وأن تفتح لكم أبواب أخرى وفضول لا يتوقف لقراءة المزيد!
لا توقظ الكتب وحدها هذه المشاعر بل فعل القراءة المحببّ ذلك الذي يقول عنه مانغويل بأنّه فعل مريح منعزل، هادئ وحسيّ.
كل ما سبق ولّد لدي سعيا دؤوبا للبحث عن تجارب القرّاء ومتعتهم بين الصفحات أبحث عن الكتب التي تتبع نسق المذكرات القرائية، تلك التي يضعها كبار المؤلفين العالميين والعرب عن الكتب التي استحوذت عليهم وتصدرت رفاً مميزاً في مكتباتهم.
من بين هؤلاء الكتّاب الكندي – الأرجنتيني المولد -ألبرتو مانغويل، كتابه (يوميات القراءة) الذي نشر في عام 2004 م يسجّل فيه ملاحظاته خلال عام كامل حول عدد من الكتب التي يعيد قراءتها بعد سنوات من دهشته الأولى.
يحدثنا ألبرتو عن أيامه مع الكتب وبين معلومة وأخرى يدرج تفاصيل حياته اليومية، تنقلاته وعائلته والمدن التي يسافر إليها بصحبة الكتاب.
كنت اتساءل دوماً عن الهدف من قراءة هذه النوعية من الكتب وأجد الإجابة بمجرد إغلاق الكتاب ووضعه، على الهامش أضع أسماء لمؤلفات لم أعرفها من قبل وأنوي قراءتها بمجرد المرور على نبذة مختصرة عنها.
هناك أيضاً الفرصة التي تمنحها هذه النوعية من القراءات لأخذ استراحة قصيرة من قراءة الروايات والقصص وأي مجال آخر نمضي في قراءته فترة زمنية طويلة نسبياً.
الكتب التي تتناول الكتب لا تكون مديحاً صرفاً لها، بل تأتي كثيراً على ذكر ما يغفل عنه المؤلفون الأصليون والسلبيات التي تنعكس على القراء فيتوقفون عن قراءتها.
بعد قراءتي لمانغويل في يومياته أستطيع القول بأنه نجح في إبعاد هالة الغموض عن كتبه المفضلة، وفي استدراجنا للمزيد من القراءات.