الدم الصناعي سيكون في الأسواق
رغم تحقيق علماء الطب قفزات هائلة في القرن الأخير إلا أن هناك الكثير من أبحاثهم ما زالت أسيرة البحث والمختبرات ، جميع هذه البحوث الطبية ينطوي عليها مستقبل البشرية جمعاء، ومن هذه البحوث أو المحاولات الطبية محاولة التوصل إلى صناعة دم بشري بديل ينافس جودة دم الإنسان الطبيعي ، بدأت محاولات البشرية في هذا المجال منذ القرن السادس عشر، وبدأت بفكرة بدائية تتمثل بنقل دم من إنسان إلى آخر قبل اكتشاف فصائل الدم ما جعل المحاولة تفشل فشلا ذريعا نظرا إلى وفاة أي إنسان يحقن بدم لا يلائم فصيلة دمه، ثم بعد ذلك توجهوا إلى طريقة حقن المريض المحتاج إلى الدم بمحلول الماء والملح ،وهذه طريقة لاتسمن و لا تغني وليست ذات نفع كبير وحقيقي،فرجعوا إلى تركيز اهتمامهم على البحث والتحليل في الدم نفسه إلى أن تمكنوا من اكتشاف فصائل الدم وهي نتيجة علمية غير مسبوقة نقلت البشرية إلى مرحلة متقدمة جدا في هذا المجال وفتحت الباب على مصراعيه للعلماء المختصين في أن يتقدموا أكثر وأكثر،وهذا فعلا ما حدث، حيث قام فريق من العلماء البريطانيين من جامعة (شيفيلد) بتطوير نوع من أنواع بدائل الدم وأسموه الدم البلاستيكي نظرا لأن مادته الأساسية تستخدم في صناعة البلاستيك وكذلك أضافوا لها مادة حيوية أخرى تعطيها اللون الأحمر وتحمل عنصر الحديد للتوصل إلى تركيبة مشابهة لهيموجلوبين الدم، لايزال هذا الدم الصناعي لا يؤدي سوى وظيفة واحدة فقط من وظائف الدم الحقيقي فهو لا يقوم الا بنقل الأوكسجين، ولايزال العلماء يواجهون مشكلة في إيجاد طريقة ليتخلص منه الجسم بعد الانتهاء من الحاجة إليه، فهناك مخاوف من أن الكلى ستواجه مشاكل للتعامل معه وقد تفشل في التخلص منه،الدم الصناعي أو البلاستيكي على شكل عجين يضاف إليه الماء عند الحاجة إلى استخدامه،ويخزن في درجة حرارة الغرفة العادية عكس الدم الطبيعي الذي يحتاج إلى أن يخزن في درجة حرارة منخفضة، لايزال الدم الصناعي أسيرا لغرف المختبرات ولم يعلن أنه تم تجريبه على البشر حتى الآن ،ويستخدم فقط لفترة محدودة لحين إنقاذ المريض أثناء الحوادث أو الكوارث الطبيعية أو الأماكن التي يصعب وصول الدم الطبيعي إليها. وإذا أعطت التجارب في المرحلة المقبلة نتائج موجبة فسيكون الدم الصناعي متواجدا في الأسواق بعد سبع سنوات "بإذن الله"،هذا ما فعله البريطانيون ،أما السويديون فقد قام علماء منهم بتحقيق ثورة علمية جديدة في مجال أبحاث الدم، حيث أعلن رسميا أنهم استطاعوا أن يتوصلوا إلى طريقة يتم من خلالها تحويل الدم من فصيلة إلى أخرى، وهذا الاكتشاف سيمكنهم من تجاوز مشكلة ندرة بعض فصائل الدم، فسيكون بمقدورهم إعطاء المريض صاحب فصيلة الدم (A)دما من متبرع فصيلة دمه (B) بعد تحويل الدم المنقول إلى فصيلة (O-)، وهذا ما كان مستحيلا قبل هذا الاكتشاف، حيث إن كل فصيلة دم تفرز مواد مضادة لمقاومة الدم الجديد الذي يختلف عن فصيلتها ما قد يتسبب في موت المريض، السويديون قاموا اكتشفوا نوعين من البكتريا تضعف فعل المواد المضادة التي ترفض قبول الدم الجديد ذي الفصيلة المختلفة ، فسبحان الخالق الذي علم الإنسان ما لم يعلم .