مواسم الصحّة
تتجاهل شريحة كبيرة من السيدات في المجتمع المحافظة على نظام صحّي في المنزل، ويستيقظ فيهن الحماس فترات محددة سنوياً، يجهدن فيها في اتباع أنظمة غذائية ورياضية محكمة وصارمة، ويتبعهن في ذلك أفراد الأسرة بأكملها.
هذه الظاهرة صحية ولا شك في ذلك، لكن لماذا لا تستمر على مدار السنة ؟
عندما وجهت سؤالي هذا لبعض اللاتي عرفت عنهن هذا المسار السنوي أجبنني بأنّ الموسم يحكم توجههن، ففترة ما قبل الصيف مثلاً تعلن اقتراب السّفر والمناسبات العائلية والاجتماعية الضخمة كحفلات الزفاف والتخرج.. إلخ.
والسيدة حينها تكون في أشدّ الحاجة للظهور بمظهر جيد، أي أن الاهتمام بالغذاء والرياضة لا يعدو كونه مجرد وسيلة لتحسين المظهر الخارجي.
بعد انتهاء الموسم تبدأ العادات الغذائية السيئة بالظهور ويشجعها تغير المناخ، ففي الشتاء تقلّ الحركة وتزداد الحاجة لتناول الاطعمة الثقيلة المشبعة بالدهون.
وخلال ذلك لا تقع السيدة وحدها ضحية التذبذب الصحّي بل يشاركها فيه أفراد أسرتها، خاصة الأطفال.
يكفي مراقبة حالتهم الصحية ونشاطهم في الفترة التي تهتمّ فيها الأم بما يتم طهوه وتتنوع على مائدتها الأغذية المعدة بعناية، ثم الالتفات لاحقاً لحالتهم خارج الموسم!
الاهتمام بصحة الأطفال مثلاً لا يتوقف عند سنّ الرضاعة ، وينتقل من مسؤولية الأم لصلاحيات الخادمة التي وإن اجتهدت لن تتمكن من تقديم الأفضل وبعبارة أخرى لا يهمها في أحيانٍ كثيرة تقديم الأفضل.
والناتج مشكلات كثيرة تبدأ باختلال النموّ ونقص الفيتامينات ونسبة الهيموغلوبين في الدمّ، بسبب غياب عناصر قليلة في الغذاء لكنها ذات أثر كبير لا يمكن تجاهله.
ربة المنزل التي تهتمّ لمظهرها الخارجي مطالبة بالاهتمام بما يقدم على مائدتها وما يتبعه أفراد أسرتها من سلوكيات ترتبط بالغذاء والحركة بالحماسة نفسها، التي تعيشها فترات قصيرة، ولكن هذه المرّة كل يوم.