فكرة بمليون دولار

[email protected]

في الدول الغربية هناك أنظمة وقوانين للحماية ومنها حقوق الملكية الفكرية وأيضا احترام أصحاب الفكر الخلاق، وهناك أفكار تشترى بمبالغ مالية خيالية تصل إلى ملايين الدولارات، أما عندنا فمعظم الأفكار التي يقدمها الطامحون فتهمش أو تسرق وتصادر بحجة عدم مناسبتها وللأسف أنهم يتبنونها بعد حين، وقد يكون الوقت قد فات، والحديث عن قطاعات الأعمال المؤسسية والفردية، فأنت تعمل وغيرك يقطف الثمرة بأبخس الأثمان.
أحد زملاء المهنة الأعزاء أشار إلى أنني في أكثر من مناسبة وفي أكثر من مقالة طرحت العديد من الأفكار التي يمكن الاستفادة منها استثماريا وتطبيقها كمشاريع من خلال مقالاتي في "الاقتصادية"، ويرى أنني أحق باستثمارها أو بيعها كفكرة مشروع أو كاستشارة لأحد المستثمرين العقاريين.
ومعلوم أن المشروع يأتي من فكرة وقد تكون مجنونة في بعض الأحيان وتحتاج إلى المخاطرة وبعد النظر، والنظرة الاستثمارية بعيدة المدى ولكن ينقصها التحليل والدراسة بشكل موسع مع النظرة التجارية والاستعانة بعد الله سبحانه وتعالى بأصحاب الخبرة لمعرفة مدى ملاءمتها للمكان والزمان وبأقل التكاليف الممكنة.. حتى على مستوى الكتابة تجد أناسا يستعيرون بعض الأفكار أو المقالات وينسبونها لأنفسهم دون رادع ذاتي بالإشارة إلى صاحب الفكرة أو المقالة.
هناك شباب وشابات حديثو التخرج وخبرتهم العملية قليلة مقارنة بعتاولة التجارة والعقار والصناعة، ولكنهم أي هؤلاء الشباب، يتمتعون بالذكاء والقدرة والرغبة في الإبداع والتطوير ولديهم أفكار يمكن تبنيها وتشجيعهم وتحفيزهم للمساهمة في تنفيذها، ولكنهم للأسف كثيرا ما يصطدمون بعوائق بشرية أكل عليها الدهر وشرب ذوي عقول متبلدة غطاها غبار الزمن وتوقفت عن التفكير منذ عقود، ويمارسون معهم أساليب التنفير ومعظمهم ممن ورث مهنة التجارة من أبيه أو أخيه أو قريبه لا يهم، ودخل من باب الرئيس أو المالك مباشرة ودون تأشيرة مرور من أول السلم الوظيفي.
النتيجة محسومة إما أن تقبل كشاب طموح وتتلبس بفكر تقليدي يؤدي إلى الإحباط والتفكير بالراتب آخر الشهر وبالتالي إلى التبلد.. وإما التمرد الإيجابي والبحث عن فرص أفضل وبيئة عمل أمثل رغم قلتها ولكن يبقى طموح الإبداع وتقديم الأفكار هو الحافز والدافع لتجاوز التفكير التقليدي.
وأقول ردا على صاحبي كثيرا ما انتقدنا وقدمنا تصوراتنا والحلول المقترحة أنا وزملائي الكتاب بهدف تأدية رسالتنا حتى وإن كان في مضامينها بعض الأفكار الاستثمارية المهم أن تعود على الوطن بالخير.
وما دام الموضوع حول الأفكار فأقترح إنشاء ناد للمبدعين الشباب في مجال الإدارة والتسويق يهدف إلى تدريبهم وتطوير قدراتهم ودعم ملكة الإبداع لديهم وسأكون من المتطوعين للعمل فيه شريطة ألا يدخله الهوامير و"المتمصلحون" والذين لا يحبذون مثل هذه الأفكار لأنها تصب في خدمة المجتمع وتكلفهم، وكذلك الباحثون عن الأضواء وقاتلو الإبداع.

رئيس فكر الدولية
فاكس: 6912060 ــ 02

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي