خطاب اعتذار لقامة سوق عكاظ التاريخي

e-mail:[email protected]

سيدي المبجل
سوق عكاظ التاريخي.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيدي: أتقدم إليك وإلى قامتك الشاهقة الضاربة جذورها في تاريخ الأمة العربية والإسلامية منذ أكثر من 1500 سنة فلقد عبث البعض بتاريخك العريق. وإنني أدين نفسي أولا. فقد كتبت عنك قبل عدة أشهر في هذه الزاوية المتواضعة رغبة مني في لفت انتباه المسؤولين إلى وجودك الذي ظل مهملا عشرات السنين على الرغم من الاهتمام التاريخي الذي أولاك إياه مؤسس هذه البلاد الطاهرة، الملك عبد العزيز، رحمة الله عليه، عندما أوصى بالبحث والتنقيب عن موقعك الذي اندثر أكثر من مئات السنين ثم عدت للتواري ولكن ما زلت واقفا شامخا عظيما لم تطلك رياح التغيير السلبية حتى هذا العام. فكان ما كان من طريقة إحيائك تلك الطريقة والآلية التي انتهجتها لجنة التنظيم التي للأسف لم توفق جملة وتفصيلا وحول الحدث إلى مهرجان سياحي يباع فيه الفول والتميس ويلقي فيه كل من هب ودب أوراق عمل ولست هنا أعني برنامج النادي الأدبي فقد اطلعت على بعض أوراق العمل وبرنامج الموسم الذي بالطبع لم يرتق لقيمة سوق عكاظ التاريخي.
ولكنه جهد المقل والذي يذكرني بمثل قديم يقول (تمخض الجبل فولد فأرا) أو كما يقول المثل الآخر (سكت دهرا ونطق ...؟).

سيدي سوق عكاظ
عذرا لقد أذنبت في حقك عندما تحدثت عنك ذات يوم فعلى الرغم من الحضور الكبير للأدباء والمؤرخين والشعراء إليك تحت رعاية أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل الشاعر الفنان المبدع.
فلم يكن الحفل يليق بك وبتاريخك وبالتالي بحضورك الكبار ذوي القامات الباسقة والمشهود لها بالإبداع.
على الرغم من كل ذلك كان حفل افتتاح فعالياتك لا يليق برجل كريم مثلك!!
أعطى للعرب عامة ولأبناء هذا الوطن الكبير خاصة بعدا تاريخيا جاز لنا أن نفاخر به كل الموروثات الأخرى لدى الشعوب الأخرى التي يتنافس أبناؤها ومبدعوها في إظهار الوجه الجميل لها. ولكن ما حدث كان "بثور في وجه التاريخ لن يصلح العطار ما أفسده العابثون".

سيدي سوق عكاظ
اطلعت على ما كتبه الأخ الأستاذ الإعلامي السعودي كمال عبد القادر في جريدة (الوطن ص4 بتاريخ 26 رجب 1428هـ الخميس) بعنوان (ما هذا يا منظمي مهرجان سوق عكاظ؟).
كان مقالا جميلا من إعلامي غيور شاهد وعايش بكل حواسه كل الأخطاء الفنية والتنظيمية التي صاحبت حفل الافتتاح. فكان رصدا واقعيا حسبما اطلعت فيما عد على نسخة من الحفل فكيف لنا أن نخرج مثل هذه الاحتفالات الخاصة بإحياء تاريخ سوق عكاظ؟ إنه سوق عكاظ يا هؤلاء. هل تعرفون ما سوق عكاظ؟ هو معلم تاريخي أدبي لا يجب العبث به وتحويله إلى حفلات للسمر والغناء واستعراض الرقصات الشعبية التي هي خليط من عدة جهات. فسوق عكاظ هذا العام العلم التاريخي يستحق منا جميعا الاعتذار له ثم الحفاظ عليه مستقبلا ويجب أن تشكل له لجنة خاصة به، فليس مهرجان أصيلة – والمربد – وغيرهما من المهرجانات الأخرى بأعرق من عكاظ أليس كذلك؟
سيدي في الختام
أتقدم بالاحترام المقرون بالاعتذار الشديد!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي