ببغــــاء لكل بيت؟

[email protected]

أوردت إحدى الصحف الأجنبية قصة طائر ببغاء تمكن من التفريق بين رجل وزوجته إثر كشفه خيانة الزوج عن طريق ترديد اسم عشيقته التي كان يحضرها للمنزل كلما تغيبت الزوجة في عملها! فقد دأب الببغاء على ترديد تحية الترحيب مع اسم العشيقة كلما رنّ هاتف صاحب المنزل،مما استغربت له الزوجة، وكان يقلد صوت القبلات كلما سمع اسم العشيقة على التلفاز أو الراديو.وقد شكّت الزوجة عند تكرارالأمر مما جعلها تراقب المنزل فاكتشفت الحقيقة المخزية،فأخذت الببغاء وأسدلت الستار على زواج عمره 17 عاماً . مقالة اليوم أيها السيدات والسادة هي نتاج نقاشات أنثوية دارت بيني وبين مجموعة من الصديقات بعد أن أثار أحد قراء مقالاتي عبر البريد الإلكتروني هذا الموضوع وطلب المزيد من المقالات عن العلاقات الزوجية التي أعطى الله بها ميثاقاً غليظاً للرجل وجُعلت المرأة فيها راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها .
وآثرت الكتابة عن موضوع الزوجة والعشيقة كونها باتت مشكلة تنال من استقرار بعض الأسر،فبعض الرجال هداهم الله، لا يكتفي بزوجته المحترمة الحافظة لبيته وأولاده والتي حارب الدنيا من أجل أن ينال رضاها ورضى أهلها ليحظى بها وتكون من نصيبه، فما إن يشعر أنه تَملكّها حتى يبدآ سوياً بترك الأيام تغذي الرتابة وتحول حياتهما الهانئة إلى وحش روتيني شرير يبتلع المودة والسكينة والرحمة، فتفقد الحياة الزوجية مذاقها العذب لتنقلب إلى أسرار وخيانة،فترى الزوج يحتضن جواله ولا يفارقه أبداً خوفاً من أن تقرأ زوجته الرسائل الواردة "إياها"! ولا تعرف عن مصروفاته الشخصية ولا الفواتير الباهظة لجوالاته؟ وإن أتته مكالمات يخفض صوته موشوشاً فإن سألته قال إنه صديقي أبو حميد تعرفين أنه لا يحب الصوت العالي!! وتتفاقم المسألة ليصبح البيت محطة ترانزيت يقضي فيه بعضاً من الوقت تاركاً الزوجة لتتحمل كامل الأعباء الأسرية وحتى المادية، وهو يخونها بكل جوارحه معنوياً وفعلياً ويتظاهر بعكس ذلك؟
يظن بعض الرجال نفسه حراً في حياته ويتصرف بلا حدود تحكمه ولا ضمير يردعه،ولا شك أن الضمير لا يمنع الفرد من ارتكاب الخطأ لكنه يمنعه من الاستمتاع به عند ارتكابه. وليس هناك البتة وجه مقارنة بين رجل بضمير ورجل بلا ضمير؟ فوجود العشيقة مع وجود الزوجة لدى الرجل يعبر عن صميم ذلك، فأي امرأة فاضلة لن ترضى لنفسها أن توضع في خانة الخيانة وتخريب بيوت الآخرين، وتكون زوجة ثانية في النور وعندها يغامر الرجل ببيته الأول وزوجته وأولاده وعليه أن يتحمل العواقب،لأن المرأة لن ترضى أن تعيش في الظلام أو في غفلة من أمرها ! فالزواج حلقة متصلة إذا حاول أحد أطرافه الابتعاد انفكت الحلقـة. وهو ليس بلعبة ولا نزوة ولا علاقات مزاجية تمتد بامتداد المصلحة المشتركة ! الموضوع بصراحة كما أظن أن الرجل عندنا لديه فائض هائل من الحنان يمنحه لكل امرأة يصادفها حتى لو في الظــلام. يبدأ الموضوع بدافع الرجولة والنخوة والشهامة فنسمع قصصاً مخزية يندى لها الجبين بدأت خيوطها بهذه الدوافع، كلها تخفي امرأة أخرى خلف الستار. هذا لا ينطبق على الكل فهناك الكثير من الرجال المحترمين في محيط كل منا يترفع عن ذلك. لكنني أتحدث عمّن يغامر بسمعته وبيته وزوجته وأبنائه لينقاد إلى علاقة غير شرعية ولا أخلاقية. فالرجل ليس طفلاً لنقبل منه هذا النوع من اللهـو والمغامرات التي لا ترضي ديناً ولا شريعة على وجه الأرض !
وعلى صعيد آخر، ناقشنا أن هناك شريحة من النساء تبرع في فنون النكد والكيد وفي ابتداع أساليب الويل والثبور وعظائم الأمور للرجل المسكين حتى لو كان حائطاً مائلاً يُستند عليه، فتُحول حياته إلى كابوس ثقيل يرغب في التخلص منه بأي طريقة إلا أنه ينتظر حتى حين. معروف أن الرجل يكره من يثير له المشاكل من دون سبب لكنه بذلك يصب الزيت على النار، فيهيم على وجهه ليفتش عن الراحة ظناً أنه سيجدها في مكان آخر ويسدل الستار على أحلام وردية بلا رجعة.
وتتحدث أخرى فتقول: إن المرأة في قاموس بعض الرجال تعاني نقصاً مهما فعلت وليست كافية في نظرهم، فيجوبون الأرض بحثاً عن شقاء ورذيلة إلى آخر العمر، وإن خانهم البدن وتيبست الأطراف وضعف الأداء تناولوا حبات زرقاء، اخترعها لهم رجل آخر، ليزيد من نسبة استهلاك المرأة! فقط تلك البائسة التي ترضى! وللمزيد من التحايل على الأمور، تراهم يركضون خلف مسميات المسيار والمسفار والفريند وهلم جرة...فتجد لهم أبنـاءً في كل بقعة وطئوها حرصاً على تناثر ذكرهم وتخليد سيرتهم في أرجاء المعمورة..وعلى التربية والتخير للنطف الســلام لأن العِرق في هذا الزمان للأسف لم يعد دساساً ؟
حتى تصبح البيوت بلا خيانة، لابد من تجديد الحياة الزوجية . أولاً بالرضى بما قسم الله "من رضي فله الرضى ومن سخط فله السخـط"، ثم الحياة بإحساس دائم أننا سنفقد الشريك الآخر وأن الموت سيخطفه أو يخطفها،فلو عشنا هذا الإحساس كحقيقة، "عاشر كأنك مودع "، ستتغير المعاملة مع الشريك الآخر وسيصبح الأزواج هادئين ومحبين ومعطائين، فليلتفت الأزواج إلى الزوجات وليطبعوا البسمة على شفاه بعضهم البعض قبل الرحيل . ولتربي الأم ابنها على اختيار زوجة واحدة فقط في المقام الأول لأنها ستكون شريكة العمر بأكمله إلا أن تكون هناك ظروف تمنع ذلك نعرفها كلنا، شـرّع بها الله للرجل التعدد . فقد عاشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين خديجة ولم يتزوج عليها في حياتها وكلنا يعرف سيرتها العطرة، فمن مِن الرجال كمحمد عليه الصلاة والسلام؟ ومن مِن النساء كخديجة رضي الله عنها؟
نصيحة أخيرة لكل زوجة فاضلة : كوني صديقة وزوجة وعشيقة في نفس الوقت ثم لا مانع أبدا من شراء ببغـاء واحد في البيت للاحتياط، ونصيحة للبنات المقبلات على الزواج الببغــاء قبل المهـر وإلا فــلا .
دمتم ومن تحبون بخير ..

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي