بريد .. لا نحتاج إليه؟!

[email protected]

كلما ازداد البلد تطوراً ارتقت فيه الخدمات البريدية وسهلت وسائل الاتصال، وتمكنت من خلاله الدعاية والإعلان من الوصول إلى الناس بأسهل الطرق، ولا أشك أن أيا منكم من خلال بريده سواء الإلكتروني أو الورقي، وحتى الهاتفي، إلا وعني بالمنشورات الدعائية الإعلانية أو الدعوات الترويجية. فكنا في السابق - وأتحدث هنا عن عموم الناس - كنّا لا نتلقى الرسائل إلا ممن لنا خاطر عندنا أو من لنا بهم علاقة عمل، أو هواية مراسلة، الآن تتدفق عليك الرسائل من كل حدب وصوب، وبما يجعل قراءتها عبر الإيميل تستنزف وقتاً يجبرك على ممارسة الحذف الإلكتروني السريع قبل فتحها، أو من خلال استخدام سلة المهملات التي بجانبك لتلك الرسائل الورقية التي يعج بها مكتبك، وتدرك أن مثل ذلك لا بد أن يعوقك عن عمل أهم. المهم أن العنصر الدعائي أو الاستجدائي هو ما يسيطر على المضمون، لكن لنسأل أنفسنا عن الجانب الدعائي الذي يمارسه كثير من الشركات والمؤسسات لأجل عرض خدماتها وبأسرع طريقة وأسهلها، فبلا شك هم أي المرسلون يدركون أن كثيرين يعمدون إلى تجاهل رسائلهم، لكن وفق إحصائياتهم فإن البعض يجد فيها متنفساً وفرصة للاطلاع المباشر على غرض أو خدمة يريد أن يقتنيها.
ولذلك كانت الإحصائيات تشير إلى أن الربحية من ذلك باتت ملموسة من قبل الشركات، وبأرقام كبيرة، وهذا الأمر خلصها من عناء إرسال الموزعين وبائعي الخدمات المكلفين جداً. وفي الولايات المتحدة الأمريكية بات الاعتماد على الرسائل الورقية والإيميلية أو حتى رسائل الجوال الحل الأوفر والأمثل للشركات هناك .. ولا بأس لديهم إن ذهب معظم جهدهم إلى سلة المهملات، ووفق الإحصائية فإن متوسط ما يتسلمه المواطن هناك نحو 200 رسالة ورقية شهريا، ناهيك عن المئات الأخرى التي تصله على بريده الإلكتروني أو هاتفة النقال.
الآن لدينا الثقافة نفسها وهي ثقافة لا تخلو في بعض منها من عمليات نصب واحتيال، وفي الأخيرتين الأمر استفحل وانتشر، فلا بأس أن بٌشرت بأنك رابح الملايين وما عليك إلا إرسال رسالة أو الاتصال بالرقم الفلاني، ناهيك عن مجالات أخرى أقل تكلفة من حيث اشتر كذا والأخرى مجانا،ً قوموا بزيارتنا ومعكم هذا الشعار لتحصلوا على جوائز قيمة، وهكذا دواليك .
المثير في الأمر وحسب صديق مطلع أن شركات كثر لدينا باتت على اطلاع على هوية الناس الذين ترغب في مراسلتهم، والأمر بات سهلاً من خلال سهولة المعلومات الإلكترونية عن الأشخاص وما يخص حياتهم وأوضاعهم.
السؤال القائم الآن: هل البريد نوع من الخصوصية بحيث لا يصل إليه إلا من يرغب فيه صاحبه؟! والسؤال الآخر: لماذا تتنامى عمليات النصب من خلاله وما كيفية إيقافها؟ والسؤال هنا موجه إلى إدارة البريد السعودي وإلى هيئة الاتصالات، فهل من إجابة شافية؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي