التدخين
كنت مسافراً إلى الخارج الأسبوع الماضي وهالني منظر ضباط الجوازات ومسؤولي الأمن وهم يدخنون في منطقة يحظر فيها التدخين في إحدى صالات المطار. ولست معترضاً على تصرفهم فهم أدرى مني بالقوانين لكن منظرهم بتلك الصورة قد يخلق صورة سيئة عن البلد في أذهان الآخرين.
وقد حظرت الدولة التدخين في الأماكن العامة وفي المدينتين المقدستين ولكن يبدو أن هذا ليس أكثر من منع على الورق أي أنه حظر نظري فقط. وفي ذلك الأسبوع نفسه، شاهدت عدداً من أبنائنا الصغار وهم يدخنون "بمزاج" شديد!!
ولا أدعي أن هذا المنظر غريب تماماً عليّ لو أنني لم أشاهده من قبل لكن ما هالني فعلاً هذه المرة هو العدد الكبير من المدخنين الصغار. وإذا كان منظر صغار المدخنين مزعجاً فليس أقل منه إزعاجاً منظر الشبان الصغار الذين لا تتجاوز أعمارهم 15 أو 16 عاما وهم يدخنون الشيشة في منازلهم أو في المقاهي أو في المنتديات العامة!!
وأرى، والحال هذه، أن نقوم باتخاذ خطوات عملية للسيطرة على هذا الوضع المؤلم. كما يجب أن نفعل كل ما نقدر عليه لإثناء الناس عن التدخين خاصة الشباب والصغار.
ويجب أن نشجع أي حملة ضد التدخين وأن ندعو تجار التجزئة والبقالات لعدم بيع السجائر والتبغ لكل من يقل عمره عن 21 عاماً، وإذا استطعنا أن نقنع الشباب بعدم التدخين فإننا نكون قد كسبنا نصف معركتنا ضده.
والحقيقة التي لا جدال فيها هي أن التدخين ضار بالصحة، لكن الموضوع المهم الآن هو ليس ضرر التدخين على المدخنين, فهذا شيء معروف لكن ضرره على المدخنين الثانويين أو السلبيين وهم الناس الذين يجلسون بالقرب من المدخنين حيث ثبت أنهم أيضاً يتضررون.
ومن الظواهر المبشرة بالخير فكرة أسبوع عدم التدخين الذي يتم خلاله التعريف بمضار التدخين, وكذلك ما قامت به صناعة التبغ في الشرق الأوسط ممثلة في الصناع والموزعين الذين بدأوا حملة نشطة من المطبوعات والملصقات والإعلانات التي تهدف إلى إثناء الشباب عن التدخين. وستكتمل هذه الحملة بإذن الله تعالى، إذا توجه الخبراء والمختصون إلى المدارس لإلقاء المحاضرات وعرض الأفلام التي توضح خطر التدخين على حياة الناس.
إن المعلومات عن خطر التدخين متوافرة بكثرة وبعضها مفزع وبالتالي فإنه يمكن الاستفادة من هذه المعلومات لإثناء الأطفال عن التدخين الذي هو أساساً عادة ذميمة يصعب التخلي عنها، ولهذا فمن الأفضل عدم الاقتراب منها منذ البداية.
وتقع على الآباء مسؤولية كبيرة في هذا الشأن إذ ينبغي عليهم مراقبة أبنائهم ومحاولة إبعادهم عن الاقتراب من التدخين وعدم ممارسة هذه العادة أمامهم ومراقبة أصدقائهم على وجه الخصوص إذ إن الطفل يتأثر بوالديه لكنه يقلد أصدقاءه.
ومع أنني لست ضد التدخين أو المدخنين، خاصة من كبار السن والراشدين، إلاّ أنني أتمنى أن تتخذ خطوات صارمة للحد من هذه الظاهرة السلبية.
وبعد هذا أرجوك أيها القارئ العزيز، أن ترمي السيجارة وأن تقلع عن التدخين فوراً.