(كِــلْ طريقْ له دليــله)

[email protected]
توجهات الخدمات النسائية الاجتماعية ومسانداتها الاقتصادية متزايدة داخليا في الأخذ بيد الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة، على أرض راغبة لعطاء سخي بصدق وأمانة لنسوة فرادى ومتجمِّعات، وصداقات داعمة لتوجهات الخير. البدايات المتواضعة، أصبحت حديثاً متطورة بالعلم والمعرفة والإقدام، لترقى أساليبها وتسمو أهدافها وتتفرع تخصصاتها لتعكس الاحتياجات الإمكانات الاجتماعية محليا، مُضيفة أبعاداً واعدة لنشاطات رجالية ونسائية رسمية وأهلية وخاصة. التقارب الصادق في الرغبات والمحفزات للعمل الاجتماعي للرجال والنساء أكثر من مظاهر التفاوت في المنجزات. العمل الاجتماعي الرسمي أغلبه في قبضة رجالية وروتين مضيِّع لأولويات الاستفادة المجتمعية ومصاحب لتآخ بيروقراطي محلي يضعف قدرة التفريق بين أمانة المهمة وحجة "مسح التخته": الاجتهادات شخصية لتفسير النظام والتدريب، للمستويات الإدارية المتخصصة، وتسير "حبة حبة" على سلالم المسؤولية المتدرِّجة علمياً ومعرفياً. السلم الوظيفي مشغول في ترويج "قصاصات" التقاعسات المُنشغلة عن الحفاظ على القيم، لانفراط عُقد المسؤولية وتهاون إنفاذ الضبط والربط الإداري: واقع القيم المتوارثة "مضروب" بخلط حابل الموروثات القيمة بنابل جهالة العلوم المكتسبة تماماً مثل من "يحافظ على الورق ويضيع المستكة".
الحركة النسائية المحلية "مُتشكلة" الأهداف ومتلونة المستويات عبر المملكة بخطوات متقاربة على طريق النفع الخيري تملأ فراغ الحياة لمجتمع رجالي "مُضيع" الكثير من القدرات النسائية المنتجة و"مستنكف" عن مساعدة طموحاتهن الخدمية. كثرة من الطرفين تعاني صراع ضعف النفس وتعب الأجسام ومعاناة التضحيات الاجتماعية المترتبة على المتغيرات المستحدثة من "الهجمات الرجالية" على المجهودات النسائية "الوقورة" دون "استيعاب" ردود الفعل النسائية. الأستاذ عبد الملك فراش في تعليقه 24/3/2007 على بحث السبت (لنا الله) يقول "يضيع العمر وتضيع الفرص بسبب التعصب ومحاربة عمل المرأة، وننسى أنَّ السيدة الأولى في الإسلام السيدة خديجة زوج النبي، صلى الله عليه وسلم، كانت لها تجارة وتستخدم الرجال لإدارة عملها، وكان النساء في كل عصور التاريخ يعملون "بنات سيدنا شعيب"، وتظل القوانين وعقلية بعض الإداريين تحول بين مساعدة النساء في إدارة عملهن، نحتاج إلى قرارات جريئة. مصلحة الوطن والمواطن توفير مساندة رسمية وأهلية متساوية للرجال والنساء تزيد من "الأحصنة" في سباق أعمال الخير المجتمعية وفقاً "لمحررات" العادات والقيم والمواريث بعيداً عن فكر "احتمالات" الانهزامية الرجالية والتحديات النسائية. العمل الاجتماعي الرسمي والأهلي والخاص متوافرة آلياته، بينما إحصاء نتائج فوائده ضعيفة. النظرة السريعة للمنجزات قد لا تكون عادلة. تحري الأسباب والمبررات لعدم توافر قناعة تعادل النتائج مع المتوافرات المالية والأعداد الجسدية، يتطلب الرقي بالعمل الاجتماعي الميداني وإحصاء حصيلته. تزاحم الفرق المسؤولة للعمل الاجتماعي يعظـِّم من نتائجها واستبدال "خمول" الأداء يقوي الهمم والطموحات.
صراع النفس "إداري": تفاعلاته داخل الرجال والنساء قوية. ترجمة دوافعه وتعاطياته تحكمها عشوائيات إدارية اجتماعية: سالبة وإيجابية تنمو وتترعرع بحرية فردية داخلية تغلـِّفها الأنانية والتضحيات. السجال النفسي الداخلي يقوِّي العزيمة لتقويض أضرار المعطلات النظامية والفرضيات السالبة وتعظيم إيجابيات النظام والقانون وتكاثر العزائم. الفكرة يكتنفها كثير من القناعات المتفاوتة والمختلفة للتحديات القائمة في طريق العمل الخدمي الاجتماعي "كمَّاً وكيفاً"، وتقويض الفوائد وتدني المكاسب. المتابعات المعرفية لمجالات الأبحاث العلمية والمعاهد المنتشرة في البلاد، نتائجها تصب مساندة لمسيرة الخير والعمل الاجتماعي على قدر تحرُّرها من القيود "المقيِّدة" للمنطلقات و"القاتلة" للطموحات والمحبطة للاجتهادات. الرقي بالعمل الاجتماعي الخدمي للمحتاجين والمسنين والعاطلين وذوي الاحتياجات الخاصة، يتطلب سرعة الإنجاز. الوقت ليس في صالح المحتاج ولا يتضرَّر من ضياعه "الشبعان". الرفاهية التي عليها "المتنعـِّم" يرعاها المولى بمقدار العدالة الاجتماعية المتوافرة ويحفظها الله من الزوال بمقدار المساهمات الرعوية الخاصة والأهلية والرسمية، لمجهودات إنسانية خدمية مستدامة، ودعم المؤسسات الاجتماعية تمشياً مع روح وواجب المشاركة الاجتماعية.
الطابع الغالب أخيرا على العمل الاجتماعي الأهلي والحكومي والخاص كثرة "موضة" إقامة المنتديات للتفاخر في تقديم الأفكار البنـَّاءة والخطابات الرنـَّانة والمنقولات المتكرِّرة. الأجدى تطوير العمل الاجتماعي والخيري وانتشاره والإبداع في الطرق والمسالك الناجعة لتعميم فوائده خدمة للمجتمع ومساعدة للمحتاجين. الدولاب الرسمي ذاخر بالمعطلات والإحباطات. المنتديات، قد تعطي فوائد أكثر لو قدَّر الإله أن تغير نهج فكرها من تجارب الخارج إلى الداخل مُطبقة خبرات الأجيال عوضاً عن الأقوال والشعارات الرنـَّانة. الثقافات المتوسطة والعليا الرسمية والأهلية والخاصة تلهب الأفئدة وتُعظـِّم الآمال. البرامج الإنسانية المعلنة متعددة الاتجاهات وفقاً لتوازن الأفكار الغربية والتجارب المحلية. النتائج العملية متواضعة وتوصيلها لمستحقيها متأخر وإنجازاتها مطولة: محفوفة بكثير من الرتالة والتهامل والإهمال ونقص المعرفية التطبيقية، وفقدان "الشيء لزوم الشيء". تفاعل كثير من الرسميين عظيم. نتائج مجهوداتهم المتواضعة يقلل من نفعها "كادر" "الطـُرش في الزَّفة" لنقص الكفاءة، وتدنـِّي الوفاء وغفلة ترعاها "إدارات متخصصة" في ضرب "الصالح بالطالح" أمام العين الساهرة و"المتبلة".
العمل التطوعي الأهلي والخاص متنام بين المثقفين والمثقفات وفقاً للمجهودات الشخصية والطموحات الفردية. التعاون المتخصص وفقاً لتسلسل غير مستدام، وهزيل التركيب وضعيف النتائج: متأثر بالفردية واحتمالات الخلف والاختلاف. مهم التفكير في المنافع المحتملة لتكوينات مؤسساتية متخصصة ومترابطة الإدارة وقوية الأداء، لتقليص سلبيات الغضاضات والمحسوبيات والعفو عند المقدرة لإنجازات خيِّرة مساندة لأصحاب الاحتياجات الخاصة والمساندات الاجتماعية والعون للمسنين. التضحيات الداعمة للعمل الاجتماعي الخيري بالمال والجاه والجهد واضحة للعيان. التقدير المجتمعي متوافر والدعم الرسمي نابع من داخل التركيبة الحكومية، ووفقاً للنظم والقوانين المطبقة بحرافة "كلمة حق" مسلكيِّاتُها لا تعطي للوطن والمواطن النفع الكثير. مشوار إنجاز العمل الخيري المجتمعي طويل ويُبقى استمرار عطائه "أنفاس" المواطنة المتفانية الأطول للبيروقراطية، "ليتنفـَّس" منها "بجلده" منهوك القوى ومسخوط القامة. العمل الخيري الأهلي والخاص ليس أحسن حظاً من الرسمي في خطى تقدمه السلحفائي لعدم تفرغ داعميه، وتشتت تطلعات أغلبيتهم وضعف تعاونهم المؤسساتي وتعقيد الاحتياجات التوفيقية الحكومية. المساندة لتوثيق الإنجازات الخيرية الاجتماعية الناجحة مفتقدة. خدمة المجتمع مرضاة لله ونبراسا للكثرة المتعثرة والعاجزة: حري ٌ بها أن تعيد حساباتها وتكويناتها لتقوية العطاء والدعم. العمل الاجتماعي الخيري الرسمي في حاجة إلى التخلص من العوائق المقوِّضة لروافد خيراته ومحدودية نتائجه الغارقة في النظريات والطروحات والبيروقراطيات.
العمل الخيري والتعاون الاجتماعي والمساندة الوطنية للاحتياجات الخاصة ونقل الخبرات والمهارات تقوم على أطر ضيِّقة وتنظيمات تفرق بين الجهود الرسمية والأهلية والخاصة. مجالات زيادة إنتاجية العمل والتعاون بين الكبار والصغار رجالاً ونساء متعدِّدة وغير مطروقة. زيادة الاهتمام للمحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة وأمراض العصر تتطلب التوسع المبدع في تعاون المؤسسات الأهلية والمدنية مع الأجهزة الحكومية مثل الشؤون الاجتماعية والبلديات والقرويات والرسمية من الهلال الأحمر إلى الإسعاف الحكومي والأهلي والخاص والغرف التجارية والدائرة الاقتصادية الاجتماعية ومراكز الأحياء... إلخ. المعوقات لتفعيل عطاء المؤسسات الأهلية والمدنية والرسمية "حدِّث عنها ولا حرج". جمع شملها وتحديث تنظيمها إدارياً، يزيد فعالياتها وتهذيب الوسيلة لسلامة سرعة "الرحلة الإنسانية" على طريق تقليل المعاناة والرفاهية للمحتاجين.
النجاحات الاجتماعية عديدة والتعثرات الخيرية كثيرة. قليل منها تدفع به جهات أهلية ومدنية. صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، متـَّعه الله بالصحة والعافية، وأطال الله في عمره، دفع بأفكار مجتمعية بنـَّاءة من مراكز الأحياء إلى الصندوق الخيري وجمعية البر والدائرة الاقتصادية الاجتماعية.. إلخ. يقف من الخلف مواطنون ومواطنات يعملون بصمت وتفان: من ثمراته تأسيس دليل النفع العام والاهتمام بالبيئة والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة وأمراض العصر وتحسين مستوى المعيشة تحت مظلة الدائرة الاقتصادية الاجتماعية ورئاسة سموه الداعمة للمجهودات الإنسانية وتفاني القائمين: على سبيل المثال وليس الحصر، واردة الإشادة "لحلحلة" سمو الدكتورة الأميرة موضي بنت منصور بن عبد العزيز تحديات بيئية بمساندة مجتمعية وتعاون هادف رسمي. جدير التنويه أيضا بمبادرة السيدة مها فتيحي تمويل آليات وطرق التعليم الأهلي بمساندة خبرة علمية عالمية ومؤازرة محلية. جهود الدكتورة هبة عطية وصحبها تعاوناً مع برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) ويد الدولة الخفية عبر مساندة مستدامة من وزارة التربية والتعليم ودعم مالي سخي من مواطنين من داخل وخارج الدائرة الاقتصادية الاجتماعية وإعلام متعاون تلخصه تغطية "الاقتصادية" إصدار الخميس 22/3/2007، أنَّ "مشروع خدمة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة الغربية في المملكة، يتمثل في إنشاء مركز متكامل يقوم على مفهوم الفريق الشامل متعدد التخصصات الذي يعنى بالخدمات الشخصية والتأهيلية والتعليمية والإرشادية الأسرية المقدمة لهذه الفئة. المركز يعد الأول من نوعه في منطقة مكة المكرمة، من حيث شمولية الخدمات المقدمة فيه للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم وتكاملها، ولذلك تتضمن أهدافه تقديم خدمات التقدم المبكر الشخصية والتأهيلية لأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ذكور وإناث من سن شهر إلى ست سنوات، وتقرر أن يعمل المركز على توفير البرامج الإرشادية لأسر الأطفال وتقديم المساندة التعليمية والتأهيلية والنفسية لهم عن طريق الاستشارات والمتابعة المستمرة مع المركز لتأكيد أهمية قيام الأسرة بدورها كاملاً في عملية التأهيل، وسيتولى المركز تقديم البرامج التدريبية المتخصصة للمختصين والعاملين في مجال تأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتعليمهم إلى جانب تطويرهم المعرفية المحلية والبرامج الوطنية في مجال التشخيص والتدخل المبكر من خلال تقديم البرامج التدريبية المتخصصة".
نجاح البرنامج التشخيصي يمثل بعون الله نقطة البداية ودعم عدد من أعضاء الدائرة الاقتصادية الاجتماعية ومساندة رسمية وتبرعات أهلية حتى النهاية. فكر المشروع الاجتماعي مثال طيب لتعاون الحكومة مع مؤسسات الخدمات المدنية والدعم الأهلي والمساندة الخاصة. الفكرة جديرة بدراسة الحكومة لتسريع الإنجاز وتوفير الأموال واقتصار ضياع "الوقت العام"، وأهمية تقدير فوائد حسن إدارته. "الضياع" يمثل اقتطاعا غير عادل "للمال العام". الاحتياجات كثيرة وتخصصاتها عديدة وتوزيع المال للمحتاجين يقضي الحوائج الآنية لكثرة المحتاجين، لكنه ليس البديل لتقوية العمل الخيري الاجتماعي المؤسساتي بمؤازرة رسمية وأهلية وخاصة تتجنـَّب التأخير الذي يتألم منه المحتاج وضياع الفوائد في زحمة الاجتماعات لأشخاص مشاغلهم كثيرة والتزاماتهم متعدِّدة، ويتوقعون إقامة المنشآت الخدمية بواسطة لجان وخبرات بعيدة عن متطلبات الميدان المتخصصة. تأخر النظرة العلمية والتدارس المنطقي للخروج من المعطلات البيروقراطية الرسمية واهتمام المواطنين المنشغلين بالمهام الكثيرة ضار بمصالح المحتاجين، ولا يعرف قسوته الأصحاء والمقتدرون. الاستفادة من المتطوعين لعمل الخير والمتقاعدين كل حسب قدرته واستطاعته، فيه كثير من النفع والوجاهة. الابتعاد عن البيروقراطية يصب في المصلحة النفعية ويجنب تأخير عمل اليوم إلى الغد. الدراسة الأمينة للوقت المقدر لإنجاز الأعمال الخيِّرة، قد تتعدَّى ضعف الزمن الذي يحتاج إليه أهل العزائم. الاحتياجات لمن هم في حاجة إليها، يتضررون من التأخير. الإهمال والبيروقراطية وحرب "الرجال النسائية": ضرب سلبيات الأعمال ينخر في قلوب المحتاجين، ولا يشعر بمعاناتهم المتعافون ولا البيروقراطون ولا المتسلطون. والله أعلم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي