تكفى!!

[email protected]

مازلنا نمارس كثيراً من العادات والوسائل البدائية في زمن يحتاج إلى الانضباطية والربط، فتجد أن كثيراً من المعنيين بتنفيذ الأوامر أو إيقاع العقوبات أو ما شابهها من السماح بالدخول والخروج، هم الأكثر تضرراً من تلك العادات والوسائل.
مثلاً لاحظوا عسكري المرور وهو يحاول تنفيذ النظام على أحد المخالفين .. كم من الوقت يحتاج إليه لمحاولة إسكات الشخص المخالف، في ظل استمرار الأخير بـ "الهذر" إما بالتوسل وإما بقطع الأيمان بأنه لم يخالف أو محاولة تأكيده أنه لم يكن يعلم !!... و"حلّها" إلى أن يقبل بالمخالفة، ومعها تخيلوا كم اقتطع من وقت رجل المرور وكم من الزمن جعله بعيداً عن مهامه، حتى يقبل مرغماً .. أو تستثار النخوة فيٌصفح عنه!!.
لنأخذ مثلاً آخر عند بوابات الملاعب كم من التعطيل الذي يجده المصطفون لعرض تذاكرهم كي يلجوا إلى الملعب حين يكون أمامهم أحدهم يستجدي البواب أن يسمح لأبنائه الصغار بالدخول دون تذاكر بحكم أنهم أطفال .. و"حرام ندفع فيهم تذكره" !!. راقبوا أماكن المواقف الخاصة بالسيارات والحرج الذي يجده بوابوها ، قصور الاحتفالات ، والحفلات والملاهي ، عند زيارة المستشفيات والدوائر الحكومية ... وغيرها الكثير ... محاولة القفز على النظام قائمة وموجودة لدى كثير منّا .... وأسألكم عن السبب ألا تعلمون ماهو؟.. بالطبع أنكم معشر القراء الكرام تعلمونه وبعضكم يمارسه، وهو أننا قوم جبلنا على استثارة النخوة.. وعبارة /تكفى .. ترى تكفى تهز الرجاجيل وكثير من المعنيين بتطبيق النظام يرضخون لهذه الـ /تكفى/ ليضربوا بالنظام عرض الحائط .... وأذكر حديثاً لأحدهم عن مخالفة مرورية استمات في عدم الحصول عليها ، حتى أكد له رجل المرور / وقد بدأ التعاطف عليه / أن المخالفة قد كتبت ولا بد من تنفيذها ... طلب منه صاحبنا : بأن يجيرها إلى آخر من باب الفزعة !!.
جانب آخر في الفزعات فنحن من أكثر الشعوب سؤالاً عن مسقط الرأس أو العائلة وحتى القبيلة .. كمدخل لاستجداء الفزعة أو فقط كمدخل للتعرف، أو حتى الفضول تجاه الأشخاص الجدد .. وإذا لم يكن الشخص ذا توافق مع الانتماء فلا بأس من سؤاله عن منتمين لانتمائه إن كان يعرفهم .. كبوابة لتليين القلب والحنية .. وحتى بدون ذلك ، فمن وجهة نظر كثيرين، فالسؤال الكثير التردد لدى كثير منّا عن هوية الشخص ، هو من السذاجة ، وقلة الحصافة ، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي نتخلى فيه عن مثل هذه العادة المملة ، كما هي عادة الاستجداء والتحايل اللفظي لأجل كسر النظام!.
لم أكن أريد الانتقاص من قيمة النخوة والمواقف الرجولية، ولا أريد أن أشير إلى أن كل معترض أو متحجج أو مستجد ضد نظام معين أنه كاذب أو متكسب بالكلام، لكن هي عادات أعيتنا كما هو السؤال الدارج / من وين أنت؟!/، وأضرت بالنظام الاجتماعي والتنظيمي، بل تجاوز ضررها إلى خطابنا التفاهمي فيما بيننا .. فمتى نتخلص منها؟!.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي