"سابك" و"سامبا" و"الراجحي" تقود الأسهم للارتفاع .. والاستقرار هو الاختبار الحقيقي

www.alfowzan.com

أغلق المؤشر العام على مكاسب جيدة ومميزة خلال الأسبوع المنتهي، وحقق مكاسب بمقدار 286 نقطة، وبنسبة ارتفاع تقدر بـ 4.07 في المائة، وهذا أتي بصورة أساسية من خلال الشركات القيادية "سابك" بارتفاع أسبوعي 8.33 في المائة ثم "سامبا" بارتفاع 6.15 في المائة ثم "الراجحي" بارتفاع 6.31 في المائة، وبنك الرياض بارتفاع 5.12 في المائة، واستقرار في "الاتصالات" و"الكهرباء"، هذا الانعكاس الإيجابي للمؤشر من خلال الشركات القيادية، عزز المضاربة والارتفاعات في بقية شركات السوق، وكانت السمة البارزة طبعا لـ "الأسماك" و"الباحة" التي تعتبر أحد المؤشرات السلبية في السوق، التي يجب أن يكون هناك وقفة كبيرة من هيئة سوق المال، وهي تتحمل مسؤولية ذلك حاليا ومستقبلا أمام الاقتصاد الوطني والسوق ككل، وكل ما قد يترتب على ذلك متى استمر بهذه المنهجية السلبية في التعامل معها، على أي حال، استمر السوق في الارتفاع وانعكس على أحجام التداول وارتفاع في الشركات وتعززت المضاربات، وتنفس المضاربون في الأسهم الخاسرة خصوصا أنهم حلقوا بشركاتهم وهي التي تتآكل رؤوس أموالها.
لعل الإيجابية في الارتفاعات دعمها الآن، أن الكثير بدأ يقتنع بالشراء الاستثماري، الذي يعني توقف النزيف في كثير من الشركات، ولو راجع الكثير أن كثيرا من الشركات الاستثمارية والرابحة خلال الشهرين الماضيين لا تتعدى تذبذبا مستوى 10 في المائة أو أقل، وهذا يدل على قناعة "حتى الآن" للمستثمرين أنها أسعار شراء واستثمار، في ظل النمو الذي تحققه الشركات والتوسعات التي تقوم بها والنتائج الإيجابية التي تحققها، ولن نحدد الشركات حتى لا تفسر أي تفسير آخر، ولعل ذلك يضع كثيرا من الشركات الآن في منطقة مستقرة، وكل وقت يمر وهي بهذه المستويات السعرية، يشكل إيجابية أي قناعة بالشراء وعدم قدرة البائعين على التغلب أمام المشترين، بالتالي تكون هناك منطقة "صد أو دعم" أساسية وهي أحد المؤشرات المهمة التي يتطلبها السوق، ولعل "سابك" هي أبرز مثال "محايد" يضع هذه النظرية البسيطة أو المسلمة ماثلة أمامنا، فهي كلما اتجهت إلى 95 ريالا نجد قوة الشراء أكبر وتكررت عدة مرات، وهذا يولد قناعة للمستثمرين وحتى المضاربين أن هذه المنطقة هي منطقة الشراء، لذا حصل كل مرة ارتداد وارتفع السهم، وهي ليست الحلقة الأضعف بل الأصعب والأسهل في الوقت نفسه، فالصعوبة أنه سهم قيادي واستثماري من كل الشرائح والمحافظ، وكميات كبيرة يملكها الكثير، بالتالي لا يتم بيعها عند الهبوط بل جاذبية شرائية، ولست هنا لشرح مميزات أو الحديث عن "سابك"، لأنني هنا أتحدث بلغة الأرقام لا أكثر، الأسهل في "سابك" أنها حين تهبط دون 100 ريال تكون محطة نظر وشراء وجاذبية لأن المستثمر وحتى المضارب يعرف نوع شركة "سابك" الرابحة الجاذبة المميزة والمستقبلية وهذا "محفز" وداعم بصورة أساسية للشركة والسوق الاقتصاد الوطني.

الشيء المهم الآن، هو الإعلانات عن الأحقية وتوزيعات الأرباح، فبنك الرياض توزع أرباحه في آخر شهر شباط (فبراير)، والبقية "الراجحي" في بداية الأسبوع الأول من آذار (مارس) المقبل (منحة وأرباح) و"التعاونية" والأسمنتات وغيرها من الشركات، كل هذه النتائج الإيجابية ووفق هذه الأسعار في كثير من الشركات تعتبر عاملا إيجابيا ومحفزا لها في القادم من الأيام وتعتبر حماية للشركات من أي انخفاضات قاسية أقل من المستويات الحالية، وهي بالعكس ستكون فرصا في هذه الشركات مع كل انخفاضات, فهي تعني مكررات أقل ونسب ربحية أكبر، لكن المهم هو الاستقرار والاستثمار في هذه الشركات، والوقت هو الذي يقتل المضاربين ويربح المستثمرين بمزيد من الهدوء والثقة بالشراء الاستثماري ووفق منهجية ومنطقية في الأسعار حين يكون قرار الشراء، فليس كل شراء استثماري هو استثماري متى كان بأسعار مغالية وغير مقبولة.

الأسبوع المقبل
سيواجه السوق اختبارا مهما، في مدى المحافظة على مكاسبه التي حققها خلال الأسبوع الماضي، وهذا سيكون من خلال الشركات القيادية (التي لديها فجوة سعرية لا يشترط أن تغطى في ظل محفزات جوهرية وأساسية, وأقول لا يشترك بمعنى إمكانية التغطية للفجوة وكل شيء ممكن، كما هي التعاونية لديها فجوة سعرية) ولعل هذه الأسهم القيادية التي ارتفعت بعضها أساسي وحقيقي حتى الآن وجوهري، والبعض الآخر هش ويحتاج إلى اختبار كما حدث في "سامبا"، واللغط الكثير الذي حدث من خلال ارتفاعاته، وألخص ذلك وفق وجهة نظري، بأن من رفع "سامبا" كان على أسس مضاربة ورفع للمؤشر, لأنه لا يوجد شيء جوهري وأساسي أدى بالسهم إلى أن يرتفع بهذا التسارع والقوة، إلا أن تكون مضاربة، أما المستثمر الذي يتوقع الكثير أنه هو من اشترى، فهي ليست من الحصافة بشيء أن من يشتري بهذا الارتفاع الكبير 40 في المائة خلال أيام قليلة، بل سيحتاج إلى زمن وفترة طويلة حتى يشتري شراء هادئا ومتدرجا لا يلفت الانتباه، والمستثمرون لا يشترون مع الارتفاعات السريعة وغير المنطقية، لأنه بذلك يصبح مضاربا أكثر منه مستثمرا. ستكون فرص المضاربات عالية متى وثق المضاربون والمتداولون أن السوق بدأ يستقر فوق مستوى سبعة آلاف نقطة، واشترط الاستقرار فوق مستوى السبعة آلاف نقطة، حتى يكون هناك عامل دفع ودعم للمضاربين، ولعل هذا ما يحتاجون إليه أكثر من أي شيء آخر، ولكن نحتاج لتأكيد ووقت حتى نؤكد الاستقرار فوق هذا المستوى.

الاكتتابات الجديدة
من المهم لهيئة سوق المال ووزارة التجارة الاستمرار في طرح مزيد من الشركات للاكتتاب العام، عكس ما يرى الكثير أنها يجب أن توقف أو تؤجل، فلا يمكن أن تؤجل الحركة الاقتصادية ودفعها للأمام من أجل تحسن أسعار المضاربين والمضاربات، فالمستثمرون يعرفون متى يشترون وأي عوائد ينتظرون، نحن لا نحتاج إلى حماية المضاربين والمضاربة، وسلب أموال البسطاء من المتعالمين، بل يجب طرح مزيد من الشركات كما هي شركات التأمين الجديدة، وخير مثال لسوء المضاربات ما تقوم به الآن شركتا الأسماك والباحة وغيرما، بعد أن توقف كابوس "بيشة" و"أنعام القابضة" التي خسرت رأسمالها، وأفلست بالباقي من أموال المتعاملين، هيئة سوق المال هي أمام مسؤولية كبيرة لا يتحمل أحد غيرها، وهي أن تستمر بخلق سوق أكثر عمقا وقوة، وسوق تتعدد فرص الاستثمار فيه، لا يتحكم فيه كائن من كان بل أن يكون سوقا متوازنا جدا وعادلا، فطرح المزيد والمزيد من الشركات هو أحد أهم الحلول وليس كلها، وأدرك تماما أن كلامي هذا سيغضب الكثير ويثير حنقهم، ولكن المهم الاقتصاد الوطني والوطن اقتصاديا ومستقبليا، وليس تضخيم جيوب المضاربين على حساب كل ذلك.

التحليل الفني للسوق

المؤشر العام للسوق
واضح أن المؤشر العام سجل ارتفاعات إيجابية تجاوزت 4 في المائة الأسبوع المنتهي، ولكن يجب أن نرى أن المؤشر العام لم يخترق المثلث الهابط حتى الآن، ولكن ظلت السوق إيجابية، والمهم الاستقرار ثم إكمال الارتفاع إن قدر له، وأن يتجاوز المثلث الهابط، ونقاط الدعم الآن وفق "فيبوناتشي" هي كما يلي، 7.047 نقطة (23.6 فيبو) و7.226 (38.20 فيبو) والمقاومة هي الآن عند 7.365 نقطة (50 فيبو) ثم 7.516 نقطة (61.80 فيبو)، وهذه المستويات يجب أن نراقبها وخاصة عن مستوى 50 في المائة، أقل أو أكثر، ومدى الثبات أين سيكون، بقية المؤشرات وضعت فقط مؤشرين وهما RSI وهو عند 31.70 وهو منخفض وجيد وبدأ بالتحرك الإيجابي كارتفاع (يجب ألا ننسى أن القراءة أسبوعية وليست يومية) ومؤشر MFI أيضا يقارب 31، وهي مؤشرات منخفضة، ومتى استقرت أعلى من 30 وباتجاه إيجابي كانت علامة إيجابية للسوق ككل.

مؤشر القطاع البنكي
القطاع البنكي وهو انعكاس آخر للمؤشر باعتبار القطاع البنكي الأكثر تأثيرا على المؤشر العام، وهو بمثلث هابط (الخط الأحمر مع الأخضر، وترند هابط حتى الآن (الخطين الأحمرين) ونحتاج تجاوز الخط الأخضر (امتداد الخط الأخضر) حتى نستطيع أن نقول إن القطاع البنكي بدأ باتجاه إيجابي وصاعد، وانتهاء التصحيح لو استمر فوق هذه المستويات لفترة من الزمن. مؤشر RSI وMFI، هي تتجه لتجاوز الخط الأخضر الذي يعتبر مقاومة ومتى تجاوز واستقر، مؤشر إيجابي للقطاع، وسيحدد ذلك مصرف "الراجحي" و"سامبا" وبنك الرياض خلال المرحلة المقبلة.

القطاع الصناعي أسبوعي
هو الأكثر إيجابية خلال الأسبوع المنتهي، ونلاحظ أنه تجاوز المثلث الهابط (الخطين الأحمرين ووضعت دائرة على نقطة الاختراق الإيجابية للمثلث) وهي أيضا تحتاج إلى تأكيد أن تكون مرتفعة ومتجاوزة للمثلث بشكل إيجابي، لعل الأفضل هو أن يكون اتجاه أفقي استقراري للقطاع أكثر من أن يكون متذبذب بصورة مرتفعة وعالية. مؤشر RSI وMFI أيضا يسجل إيجابية جيدة في القطاع الصناعي، وتجاوز خط مقاومة مهم، بالمجمل القطاع سجل إيجابية بتجاوزه المثلث الهابط مرتفعا وسنراقب مدى قوة هذا الاختراق خلال الأيام المقبلة.

قطاع الأسمنت أسبوعي
قطاع الأسمنت يقارب القطاع الصناعي، وهو اختراق إيجابي للمثلث (الخطين الأحمرين) وبدأ يأخذ مسارا أو ترند صاعدا (الخطين الأخضرين) طبيعة القطاع بطيئة التحرك والتفاعل، ولكن هو الأكثر استقرارا وثباتا كما ذكرنا خلال الأسابيع الماضية، كذلك ينطبق أيضا على المؤشرين RSI وMFI في الإيجابية وتحقق ترند صاعدا هادئا.

قطاع الخدمات الأسبوعي
قطاع الخدمات، المتميز بالمضاربة والأقل تفاعلا مع السوق، وسوق يمثل كثيرا من الشركات الخاسرة، الآن مازال في مسار مثلث هابط (الخط الأحمر + الأخضر الترند السفلي) والترند هابط (الخطين المتوازيين الأخضرين من أعلى وأسفل) ولكن معطيات الأسبوع المنتهي الإيجابية قد تخرج بالقطاع إلى الإيجابية، وإن كان الأقرب هو اتجاه أفقي وهو مهم أكثر من الارتفاع، لأنه سيوجد قاعدة أساسية، بقية المؤشرات لا تزال جيدة وتفاعلت نسبيا مع ارتفاع السوق، ولكن القطاع الأقل ارتفاعا وتفاعلا.

قطاع الكهرباء أسبوعي
قطاع الكهرباء، قطاع الهدوء والاستقرار، قطاع النطاق الضيق جدا في التذبذب، وكأن هناك قناعة أن سعر 11.50 صعب الوصول إليه منخفضا، وأيضا 12.50 صعب جدا ارتفاعا. لن يكون هناك زخم حقيقي وقوة إلا من خلال معطيات السوق الكلية والإجمالية، رغم أن مكرر السهم وصل إلى 36.50 مرة وهي مرتفعة جدا على أي حال، لكن الميزة الأساسية هي توزيعات الأرباح 70 هللة، خاصة أن الدولة تنازلت عن أرباحها للمواطنين.

قطاع الزراعي أسبوعي
قطاع المضاربة والمخاطر، وهو الأكثر جاذبية للمضاربين، أداء هذا القطاع كان إيجابي خلال الأسبوع الماضي بقيادة " الأسماك " التي سجلت ارتفاعات قياسية، وتذبذب بقية الشركات، ليس لدي الكثير لشرح مؤشر الزراعي، إلا أنه بدأ يأخذ ترند صاعدا نسبيا، سنلاحظ مدى تأكيد خلال الأيام المقبلة، والقطاع يتميز بأنه أكثر القطاع تأثرا مع المؤشر صعودا أو هبوطا، وإن خالفتها الأسماك أحيانا كثيرة.

قطاع الاتصالات أسبوعي
قطاع الاتصالات، أصبح قطاعا لا رابحا ولا خاسرا، وكأنه يمسك بالمؤشر العام ويحافظ على استقراره، والقطاع مازال بمسار "وتد" هابط ونلاحظ أنه يسير بمساره بصورة دقيقة ومقاربة له، ويتسم القطاع بالثبات والاستقرار حتى ولو لم يسجل أي انخفاضات أي أسعار جديدة منخفضة، ولديه نقطة دعم أساسية 66 ريالا، ومقاومة هي عند 70 ريالا الآن، وكل مؤشراته الفنية هي الآن بدأت تأخذ إيجابية نسبية وإن كانت بطيئة التفاعل أو التسارع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي