"اسأل مجرب.. ولا تسأل طبيب"!!

[email protected]

لم أدرس الطب وليس عندي دورات في فن الوقاية الصحية، لكن لدي تجربة خاصة مع الإعياء والبطنة والكسل والسقوط طريح الفراش من جراء أشياء مشابهة. تجربتي مع تلك الحالات لم تخرج من فائدة، لكن "رحم الله امرأً عرف قدر نفسه"، فليس باستطاعتي من فرط استسلامي لهوى نفسي أن أتعلم من إخفاقاتي الصحية... فأنا أعلم حينما أتناول وجبة دسمة في الليل، أن ردة الفعل السلبية تجاهها ستظهر، بدءا من صباح الغد من تخمة واضطرابات هضمية، ولا بأس من بعض الحموضة والألم المريئي، وأعلم أيضا أنه حين أستمر في عملي أكثر من ثماني ساعات في معظمها ملازماً المقعد فإن تصلبات ستصيب عضلاتي بما يجعلني أحيانا أشكو من ألم "فظيع" يجعلني أحمل بكل كلمة على العمل مهدداً ومتوعداً نفسي بكثير من الاسترخاء والحرية. وأعلم أيضا أن التخلي التام عن ممارسة الرياضة وحتى لو القليل من المشي قد أفسد مقاييس بدني وبما جعلني قريب الطول من العرض.
لكن، هل سيأتي اليوم الذي أتعلم فيه من مصائبي الصحية؟ ومع التسارع في الحياة والركض المحموم أعتقد أن مثل ذلك لن يتسنى إلا بعد التقاعد "إن أحيانا الله ". كنت أتمنى أن تكون عاداتنا الغذائية وبعض السلوكيات الاجتماعية تسهم في تحسين الظروف الصحية، لكن هيهات ونحن في مناسباتنا الاجتماعية نعيث في بطوننا خراباً، وحتى في جلستنا وطريقة تنفيذ أعمالنا مازلنا أبعد ما نكون عن النواحي الصحية... أمان كثيرة تخص الحياة الاجتماعية والسلوك الغذائي... لكن بالطبع لتحسين ذلك لن ندعو الدولة للتدخل، ولن ترتقي أمانينا لكي يصدر قرار حكومي يحظر على كل مواطن تناول الكبسة إلا مرة واحدة في الأسبوع، ويوم آخر للجريش أو المرقوق والمطازيز. لكن نتمنى أن يتخلص كثير منّا من نومة الظهر بعد امتلاء البطن بالدسم، ونتمنى أن نحد من وجبات الليل، بحيث تكون خفيفة وسهلة الهضم... والأماني الكبيرة أن يكون هناك مشروع وطني لأجل التخلي عن الكبسات خلال ليالي الأفراح والمناسبات، والاستعاضة بالوجبات الخفيفة البعيدة عن الترسبات الدهنية وتلك المؤدية إلى التخمة, أمانينا تمتد إلى إعادة رسم الأحياء، بحيث يكون فيها متسع لرياضة المشي... ناهيك عن مراكز رياضية ترويحية للجميع تسهم في تقليص عدد الكروش.
 نتمنى أن تحتوي مناهجنا الدراسية على كل ما فيه الفوائد الصحية، وبما يشمل التوجيه نحو العادات الغذائية المطلوبة، مناهج وعادات صحية نتأكد من خلالها " لا من خلال بطوننا" أن حالنا البدنية سترتقي، وإنتاجنا الفكري سيرتفع..... لكن ومن خلال الخبرة التي حدثتكم عنها.. فإن الأمر لا بد أن يرتبط بإرادة صحيحة، إرادة تضمن عادات صحية جيدة ونواحي هضمية لا بأس بها، وتفكيراً متزناً... وبالتالي تضمن له أن يكون ذا إنجاز عقلي مفيد لنفسه ولمجتمعه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي