أعراض إنفلونزا العقار

[email protected]

منذ فترة قريبة بدأت درجة حرارة السوق العقاري في الارتفاع وشهد حركة غير طبيعية ونشاطا محموما بعد النكسات التي تعرض لها منذ عدة سنوات، أسهم في ذلك عزوف الكثيرين عن سوق الأسهم الذي ازدهر لفترة لم تدم طويلا مع اندفاع الكثيرين للاستثمار فيه بعد تعرضه لانتكاسه بشكل مريع لم يشهدها من قبل، معها بدأت رحلة العودة للعقار، خصوصا أن المستفيد من سوق الأسهم مجموعة من الهوامير والمتمصلحين على حساب شريحة عريضة من الناس، مما أدى إلى غرق الكثير من البسطاء في وحل القروض والديون التي تحتاج إلى سنوات عديدة للوفاء بها. وكنا نتمنى أن هذه القروض توجهت لشراء المساكن ولكن قدر الله وما شاء فعل.
الحركة التي يشهدها السوق العقاري هذه الأيام توصف بأنها نشطة وستعيد الحيوية لهذا القطاع المهم، ومع دخول بعض البنوك المحلية مجال الاستثمار في العقار خصوصا صناديق الاستثمار في القطاع السكني – والتي نتمنى ألا تكون بنفس سيناريو سوق الأسهم حيث أسهمت بشكل كبير في الانتكاسة التي تعرض لها - وعودة تجار العقار إلى قواعدهم بعد دورانهم في فلك الأسهم ومنهم من ربح ومنهم من خسر، واهتمام العديد من المستثمرين الأجانب، كل هذه العوامل ستسهم في تنشيط الحركة العقارية، بالإضافة إلى توجه بعض الشركات والأفراد السعوديين وبدعم من بنوك ومستثمرين محليين وإقليميين وعالميين للاستثمار في المشاريع العملاقة والمدن التجارية والصناعية.
الملاحظ أن أسعار الأراضي البيضاء التجارية والسكنية قد تضاعفت بلا مبرر وأسهم بعض أصحاب المكاتب العقارية في الترويج لهذا الارتفاع خصوصا الأراضي السكنية التي تواجه طلبا كبيرا هذه الأيام صاحبه عزوف من قبل ملاك الأراضي عن البيع والانتظار بغية تضخيم أسعارها لأعلى معدل ممكن.

الخوف من هذا الانتعاش يكمن في تحرك المياه الراكدة للتجار الموسميين وضعاف النفوس وأصحاب السوابق للدخول مرة أخرى وبأقنعة جديدة وواجهات تعمل لصالحهم في هذا السوق بهدف الحصول على جزء من الكعكة وبأي طريقة كانت وبعضها قد يتلبس الصبغة الدولية!! فالحذر الحذر من هؤلاء مادام أن وزارة التجارة وهي الجهة المعنية بكشفهم وردعهم عاجزة عن ذلك.
نحن قوم سريعو النسيان وأخشى من وقوعنا في الأخطاء نفسها والسيناريو نفسه مع اختلاف الوسيلة والأقنعة ودائما ما نصحوا متأخرين وبعد فوات الأوان، ومؤشرات الإنفلونزا قد بدأت قبل انتعاش العقار ومنها ارتفاع حرارة شراء الأراضي والأسعار وسخونة المشاريع وتغير لون ووجه الاستثمار والمستثمرين وكثرة الأطباء العقاريين المزيفين والصيادلة العقاريين ممن يعطون الدواء بلا وصفة طبية، ولا يهون فطاحلة الطب العقاري الشعبي. والمطلوب هو الحذر وعدم الاندفاع، وصدق من قال "إن الوقاية خير من العلاج".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي