عيد .. بأي حال عدت يا عيد ؟!

[email protected]

ها هي أيام العيد قد انقضت وذهبت بفرحتها وسعادتها التي لم تخل من منغصات، و قد شهدت موجة برد قارسة مازالت مستمرة، بلا شك أنها أعيت كثيرين وحدت من تحركاتهم، وبما جعل التجمعات الفرحية أقل مما كانت عليه في السابق ، أيضا كانت أسعار أضحية العيد مرتفعة جداً وبما جعل التأجيل سمة لبعض من يؤثر فيهم هذا الارتفاع السعري المبالغ فيه.
لكن يبدو أن الحدث المنغص الأكبر قد حضر من الخارج وتحديداُ من العراق .. فالتوقيت الذي اتخذته الحكومية العراقية لإعدام صدام حسين تنافى مع كل القيم والأخلاقيات الإسلامية ، وحتى وإن كان الأمر بمباركة أمريكية ، إلا أن الحكومية العراقية قد سقطت في اختبار المصداقية حول توجهاتها القاضية بالاحترام المتساوي لكل الطوائف في العراق!.
إعدام صدام أثار أزمة يتحمل تبعتها كل من أمر بها .. وليت الأمر ظل على ذلك، بل إنه انطوى على احتفالية خاصة، هدفها التشفي وإظهار الغل والكره بين العراقيين أنفسهم، وإلا كيف يُخترق تنفيذ الحكم من قبل متشفين؟!، كل الأخبار والتوثيقات قد أكدت أنهم من كبار المسؤولين في المؤسسة الدينية أو الحكومة العراقية، ممن تجاوزوا حرمة النفس البشرية عبر كاميرات جوالاتهم ليبثوا سمومهم برسائل أوغلت في الإهانه والكيد، إلا أنها ورغم ما اقترفته يدا صدام في السابق من جرائم، قد جعلته بطلاً لم يحسب أولئك المتشفون حسابات لها.
لن نبخس صاحب الأمر والموافق عليه السيد الأمريكي حساباته من تكدير عيد المسلمين، فهل يتوقع منّا هذا السيد أن نصدق أن حكومة العراق قد اتخذت قرارها من داخلها بإعدام صدام دون مباركة وموافقة واشنطن .. فقط نسأل؟!، ونسأل أيضا: إلى متى سيستغرب الأمريكيون موجة الكره المتزايد لبلادهم، أو لم يدركوا بعد أن أعمال حكومتهم هي سبب ذلك ؟!.
عيد المسلمين قد تضرر من بعضهم وإن كان كثير من المسلمين قد نال بعض السعادة من فيض الطمأنينة والسلامة وحسن تدبير الحج لهذا العام فقد كان موسماً حافلاً بالعناية الإلهية للحجاج، وبما قيض الله لهذه البلاد من قادة همهم راحة الحجيج وبما جعل أركان الحج سهلة التنفيذ ولله الحمد والمنة، انطلاقاً من مشاريع ضخمة، كانت عنواناً للتوجه السعودي نحو كل ما يخدم حجاج بيت الله.
عيدنا جميل وبلادنا أجمل، وديننا عظيم وربنا رحيم ،،، لكن حبنا لبلادنا وانتماءنا لديننا وعروبتنا جعلنا نتعلق بكل من ينتمي لهاتين الصفتين ، حتى لو ظل بعضنا من العرب وبعض طوائف المسلمين يدور في فلك الغيظ ورفض الآخر في الوقت الذي كان حرياً أن يبتسم في وجهه , لو مجاملة !! .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي