الهوس بالكليات العسكرية.. لماذا؟!

<a href="mailto:[email protected] ">[email protected] </a>

ظل محدثي يتساءل عن الهوس الذي يجتاح خريجي الثانوية العامة تجاه الكليات العسكرية ورغبتهم في الالتحاق بها، وسر تفضيلهم لها على سواها .. هو استشهد بذلك من جراء ضخامة الأعداد المتقدمة للكليات العسكرية في بلادنا، إضافة إلى سأمه من الحديث المتردد في المجالس عن هذا الشأن وسط البحث المستميت لكل ولي أمر أو قريب عن واسطة تدعم في هذا الشأن.
لن ندعي علماً، لكن ما ندركه أن الانتماء للوطن ومحبته والسعي لخدمته ينطلق من كل الجامعات وليس العسكرية منها فقط، وما يعلمه الجميع أن أحد أهم أسباب هذا الإقبال الهائل أن ضماناً وظيفياً تقدمه الكليات العسكرية بعد التخرج، وعلى عكس خريجي الكليات والجامعات المدنية الذين قد يصل بعضهم إلى العقد من الزمن دون أن تُقدم له شهادته الوظيفة المتوائمة معها.
وبعد هذه التوطئة التي يدركها الجميع ولا تحتاج إلى إيضاح أو تفسير، هناك جانب أعتقد أنه قد تم إغفاله بشأن الحجم الكبير للمتقدمين للكليات العسكرية، وهو الخلط بين من يصلح للواجب والعمل العسكري، وبين من لا يستطيع سواء من الناحية الصحية البدنية، أو الصحية النفسية، وعليه فإن وقع الواسطة يحضر ويغيب، ولا بأس بعد ذلك إن كان لدينا معنيون بالعمل العسكري هدفهم الراتب الشهري دون قدرة بدنية أو حتى هيئة شكلية تتواءم مع الواجب العسكري، أو حتى قدرة عقلية على الانخراط في هذا المجال وتطويره .
وعليه أتمنى أن ندرك أهمية الخلاصة المناسبة والمطلوبة من المتقدمين الكثر، بحيث لا يُرد احد منهم، وكل من يرغب في الالتحاق بالكليات العسكرية، يتم إلحاقه بمعسكر إعدادي اختباري في إحدى المنشآت العسكرية، (لكل كلية عسكرية معسكرها الخاص) يغيب المتقدم من خلاله عن كل من حوله، ويكون زمنه لفترة لا تقل عن الأشهر الأربعة يتلقى خلالها تدريبات وفحوصا ومعلومات تكون جميعها قادرة على إظهار الطالب العسكري المطلوب والمناسب جداً، ولا بأس خلال الأشهر المذكورة لمن أراد الانسحاب أن يترك المعسكر، لأن الاستمرار اختياري.
وأحسب أن مثل ذلك سيكون سبيلا أمثل لتقديم حماة الوطن في كل المناحي العسكرية وفق المقاييس المثالية المطلوبة، ودون واسطة أو اختبارات شكليه وطبية لا تكفي وحدها.
لنستفيد من كل ما هو متاح لأجل تطوير قدراتنا، ولا سيما أن لكل كلية عسكرية القدرة البشرية والمادية والمكانية لأجل القيام بذلك.. وكله لأجل الوطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي