إلى متى يا إسرائيل؟
<a href="mailto:[email protected]">almaeena@arabnews.com</a>
ولا يزال الاعتداء الإسرائيلي على لبنان مستمراً .. وبتشجيع من الصمت العالمي واللامبالاة في المنطقة, فإن الآلة العسكرية الإسرائيلية تواصل جلب الدم والدمار على الشعب اللبناني والمغلوب على أمره. ويزيد من الفاجعة الأنباء المتواترة عن تزويد أمريكي للجيش الإسرائيلي بالقنابل والصواريخ الموجهة بالليزر.
وعلى الصعيد الدبلوماسي تحظى إسرائيل بالدعم الكامل من أمريكا وربيبتها بريطانيا اللتين أجهضتا كل المناشدات بوقف إطلاق النار. أما دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بشرق أوسط جديد فقد كانت نذير شؤم، ليس فقط على الشعبيين اللبناني والفلسطيني، بل على كل الشعوب العربية.
ولا يزال الرئيس بوش يكرر حديثه الممجوج بوصفه حزب الله وحماس بأنهما حركتان إرهابيتان لدرجة أن أحد المحللين السياسيين وصفه بأن الرجل لم يعد يفهم شيئا. ويعيش المحافظون الجدد واللوبي الصهيوني أيامهم في أمريكا الآن. وكل ما تقوله
إسرائيل هو الحقيقة وكل ما يعلنه الجيش الإسرائيلي هو الحق الساطع, أما البيانات الصادرة عن لبنان وعن حزب الله فهي دائماً ادعاء وليس حقيقة!
وقد اسستسلم الإعلام الغربي الآن لأباطيل اللوبي الإسرائيلي لكن لا يزال يوجد في أوروبا بعض الصحافيين الشجعان. وقابلت في باريس الأسبوع الماضي بعض المثقفين والناشرين الإسرائيليين وهم غير سعداء بما يجري الآن ومثلهم أيضاً عدد كبير من اليهود البريطانيين.
وواضح طبعاً أن المشكلة تأتي عبر الأطلنطي حيث إن غرور وعنجهية اليهود الأمريكيين لا يمتان للأخلاق ومواثيق الشرق بصلة. وأي ميثاق شرف هذا الذي يسمح لدولة تحصل على السلاح مجاناً وتستخدمه في قتل النساء والأطفال الأبرياء؟
ما ميثاق الشرف الذي يسمح للجنود الإسرائيليين بتبادل التهاني عند رؤية أحد المنازل وهو ينهار على ما فيه من سكان؟
إن إسرائيل تحارب الآن حرباً بالوكالة نيابة عن أمريكا وتوني بلير. وقد قالت هذا الصحف البريطانية. إننا نعرف أن توني بلير لا حول له ولا قوة، لكن الشعب البريطاني ليس كذلك.
إن المحافظين الجدد واللوبي الصهيوني هم الذين يحددون السياسية الخارجية الأمريكية ويوجهونها. وقد قال بعض الأمريكيين الذين تحدثت إليهم إن هذه الأقلية اليهودية التي تعيش في أمريكا قد جعلت العالم يكره بلادهم. والصهاينة يفخرون بأنهم يسيطرون على أمريكا الآن.
وقد حذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، من كارثة إنسانية محققة إذا استمرت إسرائيل في عدوانها. وقال إنه إذا استمرت الوحشية العسكرية الإسرائيلية في القتل والتدمير فإن أحداً لا يمكنه أن يتوقع ما قد يحدث, وعندما يقع المحظور لا يجدي الندم.
وعندما كان الملك عبد الله ولياً للعهدا فإنه تقدم بمبادرة لإحلال السلام في الشرق الأوسط. وهو رجل قليل الكلام لكنه يعني ما يقول ويقول ما يعني, وتتلخص مبادرته في عودة إسرائيل إلى حدود ما قبل 1967, وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة, وضمان حقوق كل الشعوب. فماذا كان رد إسرائيل على هذه المبادرة؟
أرسلت في اليوم الثاني ألوية الموت والدمار إلى جنين وإلى الضفة الغربية وقتلت عدداً من المدنيين العزل.
وأصبحت المبررات الواهية عادة عند إسرائيل وأمريكا فهم دائماً ما يتحدثون عن الانتحاريين. وقد سألت أستاذاً جامعياً فلسطينياً عن معنى هذا، فأجاب أعطنا المقاتلات إف – 16, وطائرات الهليكوبتر الأباتشي, والبنادق الآلية م – 16 وأعدك بأنه لن يكون هناك انتحاريون! لكن من يستمع؟ قالت لي سيدة هندية بعد أن ملت سماع الرئيس بوش وهو يتحدث عن الإرهابيين إنه كالكلب يعوي في الريح حيث لا يستمع إليه أحد.
وأستطيع أن أدعي أنني من دعاة السلام لكنني وصلت إلى نتيجة أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع أن يعيش دون حروب وذلك من أجل أن يحصل على الإمدادات الجانبية من أمريكا.
إن الإسرائيليين مخطئون في حساباتهم فلن يستطيعوا الانتصار أبداً. وهم قد يستطيعون سحق حزب الله لكن هناك بالقطع من سيجيئون بعدهم ويواصلون النضال لأن حق تقرير المصير، ليس فقط لإسرائيل، لكن لكل شعوب المنطقة. وعلى الإسرائيليين أن يعوا درس أمريكا في العراق فكم من القنابل ألقيت على الشعب العراقي ولم يستطيعوا كسر شوكته؟
إن المحرقة تعود من جديد وهذه المرة ضد الشعب الفلسطيني حيث تجري إبادة شعب بأكمله، وحيث زجت إسرائيل بأكثر من 11 ألف فلسطيني في السجون وحرمت أولادهم من التعليم ومن الحقوق الأساسية.
إن إسرائيل لم تدرك التغييرات الجارية في العالم العربي، هناك اليوم جيل جديد من المتعلمين والمستنيرين والواعين بحقوقهم، كما أن المشهد السياسي العربي قد تغير أيضاً, وفي غضون أعوام قليلة سيكون في العالم العربي شباب يصعب كسر شوكتهم ولن يقبلوا الأعمال الوحشية والتقتيل. إن الخيار المتاح أمام إسرائيل
هو الاستماع إلى كلمات الملك عبد الله الحكيمة وإلى التقيد بالقوانين.
وعلى الإسرائيليين أيضاً أن يتعلموا من التاريخ وألا يعميهم الغرور. فها هي هونج كونج تنضم إلى الصين بعد 150 عاماً من الاستعمار البريطاني. وها هو جدار برلين يسقط والتفرقة العنصرية تصبح تاريخاً في جنوب إفريقيا. لقد تبنت إسرائيل سياسة التفرقة العنصرية, وأقامت الجدار العازل واستعمرت شعبها الذي
يريد السلام ولا يريد أن يعيش على الأدوية المهدئة ويتعرض إلى الأزمات القلبية ويرعبه صوت عوادم السيارات فيحسبونه قنبلة ويبدأون في الجري بذعر وفي خوف قاتل. إن الخيار لهم.