معركة توحيد معايير المحاسبة
<p><a href="mailto:[email protected]">hnc@hnccom.com</a></p>
تهتم معايير المحاسبة أساسا بتحديد الخيارات المقبولة للقياس والعرض والإفصاح المحاسبي، ويعنى بالقياس المحاسبي ترجمة الأحداث المالية لوحدة محاسبية مستمرة إلى لغة الأرقام، أما العرض فيهتم بشكل منتجات القياس المحاسبي والإفصاح يحدد كمية ونوعية المعلومات المفترض إنتاجها، كل ذلك يهدف إمداد متخذي القرارات الاقتصادية بالمعلومات المالية التي تساعدهم على اتخاذ القرار الاقتصادي الرشيد.
وبما أن القياس المحاسبي ليس علمياً وإنما تعتمد تطبيقاته على ما يلائم مجتمعا معينا ويكون مقبولاً قبولاً عاماً، وكذلك العرض والإفصاح، فهناك توجه يرى بأن يتم توحيد معايير القياس والعرض والإفصاح العام في جميع أنحاء العالم بينما يرى آخرون أن هناك خصوصيات لكل مجتمع على حدة، يلزم أخذها في الحسبان عند إعداد المعايير، ويقود الاتحاد الأوروبي التوجه الأول بينما تقود الولايات المتحدة الأمريكية التوجه الثاني.
هناك أسلوبان مختلفان لبناء المعايير إما نظرية بناء الأساس وترك التفاصيل لعمليات التطبيق، وإما نظام بناء المعايير على أساس تفصيلي: ولا شك أن توحيد معايير المحاسبة في أساسيتها وليس تفاصيلها مهم لاستقرار الأسواق العالمية، ومع ذلك فإن مهنيي أمريكا وجل مفكريها يرون أن معايير المحاسبة لديهم أكثر تفصيلاً ودقة ولا تأثير مباشرا للسياسة عليها، وأن تطبيقها يؤدي إلى قياس وعرض وإفصاح أكثر عدلاً، وأن أخذهم بالمعيار المقبول عالمياً قد يؤثر بشكل مباشر في عدالة مراكز أعمال ونتائج الشركات في أسواق المال الأمريكية.
لقد لاحظ العالم خلال الست سنوات الماضية تقارباً بين الفكرتين ولكن هناك مجموعة في كل الطرفين ما زالت ترى أن الفجوة كبيرة بينهما فعلى سبيل المثال يرى توماسو شيويا وزير المالية الإيطالي أن التخلي عن التقارب بين أوروبا وأمريكا لن يؤدي إلى نتيجة أقل من أفضل النتائج، بل سيؤدي إلى تقسيم العالم إلى مجموعتين رئيسيتين كل له معايير المحاسبة الخاصة به، بل ربما سيؤدي إلى عالم في كل اقتصاد كبير فيه نسخة معايير مختلفة خاصة به.
هذه المعركة، التي ستؤثر بلا شك في تدفق الاستثمارات ونتائجها أحيلها إلى الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين، خاصة بعد الخطوة الجبارة التي اتخذتها هيئة سوق المال بدعم مشروع تطوير معايير المحاسبة السعودية علهم يحددون الأسلوب الأمثل قبل البدء في تطوير تفاصيل المعايير والله أعلم.