توظيف الطلبة في الإجازات
<a href="mailto:[email protected]">almaeena@arabnews.com</a>
انزعجت كثيرا عندما شاهدت عدداً من طلبة المدارس يتصرفون في بعض الأماكن العامة باللامبالاة, وعند محاولتي لأعرف حججهم وما الذي دفع بهم إلى مثل هذا التصرف كانت إجابتهم أنهم لا يعرفون أين يذهبون؟ وماذا يفعلون في فترة الإجازات؟
حينها تذكرت الخطوة الجريئة لبنك بريطاني عندما أعلن عن وجود فرص لتشغيل طلبة المدارس على سبيل التعاون أثناء العطلة الصيفية, وقد وضع برنامج مكثف لشغل هؤلاء أوقات فراغهم إضافة إلى العديد من المزايا والتي ضمنها لهم, أولاها الدخل المالي الذي هم في حاجة إليه, وثانيتها أنهم سيكسبون الخبرة العملية في سن مبكرة من حياتهم، ورغم أن عدد الطلاب الذين استفادوا من العرض قليل ولكن الخطوة كانت جريئة وذات عائد مجزٍ للطلبة .
وكنت, ولا أزال أعتقد أن تعيين هؤلاء الصبية في وظائف مؤقتة أثناء الإجازة وفي أوقات الفراغ سيبعدهم عن التسكع في الشوارع وبالتالي يقلل العديد من السلبيات وخاصة في بريطانيا، لأن تقارير الشرطة البريطانية تفيد بازدياد نسبة الجرائم التي يرتكبها الصبية الذين تراوح أعمارهم بين 14 و 18 عاما.
ومع يقيني بأن العمل المؤقت لا ينهي الجرائم التي يرتكبها الصبية, رغم أنه يضمن لهم عائدا ماديا ويبعدهم عن الشوارع إن صحت التعبير إلا أنني أعتقد أنه إذا تم التوسع في هذا الأمر فسوف تقل نسبة جرائمهم بشكل كبير, وإلى جانب توفير فرص العمل, يحتاج هؤلاء الصبية إلى إشراف أكثر وتوجيه أشد من قبل أولياء الأمور ومن المؤسسات التعليمية وإلى وجود وازع ديني وأخلاقي.
ومع التسليم أن الاستقرار المادي هو أحد العوامل المؤدية إلى الحد من الجريمة إلا أن خطوة البنك البريطاني كانت خطوة جريئة في حد ذاتها.
ومع وجود الفارق في المجتمعات فإنني آمل أن تقوم المؤسسات والشركات الخاصة بتوفير فرص العمل الموسمي لهؤلاء الطلاب ولا يختصر الأمر في مجرد الحضور والانصراف وإنما يشمل ذلك كسب مهارة وخبرة لا يمكن أن يحصل عليها الطلاب إلا من خلال هذه الشركات .
وأرى أن صقل الخبرات والمهارات ليس بالأمر السهل, وخصوصا أن بلدنا في حاجة إلى الأيدي المهرة وإلى من يملكون الخبرة.
وشاهدت أن الجامعات الأمريكية تنظر بنظرة تقدير وإعجاب إلى أولئك الطلاب, الذين أمضوا فترة إجازاتهم لدى الشركات أو المؤسسات ويكون لهؤلاء دور في مختلف الأنشطة بينما الطلبة الذين لم يلتحقوا بالأعمال الموسمية لا يحظون بهذا التقدير.
وأعد نفسي من أشد المعجبين ببرامج الصيف التي يتم من خلالها شغل أوقات الفراغ لهذه الفئة, وما تحمل من رؤئ وأهداف سواء ما كان منها ذا طابع تثقيفي وتعليمي أو طابع ترفيهي، لأن الهدف الأسمى هو شغل أوقات الطلاب بما يعود عليهم وعلى أوطانهم بالخير العميم.