إحدى نظريات الاستثمار canslim

<a href="mailto:[email protected]">Fax4035314@hotmail.com</a>

في ظل أوضاع السوق الحالية أصبح من الصعوبة اختيار السياسة المثلى للاستثمار في سوق الأسهم من وجهة نظر الكثير من المتعاملين في السوق السعودية. وفي ورقة عمل قدمتها يوم الأحد الماضي في فندق الفورسيزن في الرياض وتحت تنظيم وتنسيق من مركز "قمة مضافة" برئاسة السيدة عزيزة الخطيب, وجدت أن كثيراً من الأسئلة المطروحة يتساءل: ماذا نفعل في السوق؟ هل هي استثمارية الآن.. جيدة أم لا؟ هل هي مرحلة دخول أو خروج من السوق؟ أسئلة كثيرة لا تنتهي وهي مستحقة من الجميع لا شك, ولكن المفاجئ حقيقة أن كثيراً منهم رجال أعمال وعلى مستويات تعليمية عالية وجيدة ولا تعرف الخيار الصحيح, وقد لا ألوم الكثير بسبب ما حدث من السوق من انهيار كبير لم يتوقعه أفضل المتشائمين.. لكن هذا ما حدث.
إذا أردنا أن نتحدث عن السوق السعودية كاستثمار أو مضاربة لا أشك أنها مغرية كسوق, كاستثمار وحتى مضاربة وفق المعطيات الحالية. والمضاربة هي أحد أنواع الاستثمار ووفق أهداف متعددة وواسعة المعنى لا أتوسع فيها هنا، لأنها ستستهلك المساحة المتاحة لعدة أسابيع, ولكن أريد التركيز على الاستثمار, وهو يخضع لمعطيات الحالة الاقتصادية ككل للدولة, وهي مميزة وجيدة لدينا لا شك فيها وبلغة الأرقام. وإن بحثنا بلغة الأرقام، وفق القوائم المالية المعتبره، فهي أيضا معروفة وواسعة, كمكررات ربحية, والنمو, والأرباح, والتوزيعات, وحقوق المساهمين, وغيرها, ولكن أريد طرح إحدى النظريات التي تركز على نقاط رئيسية ومفاتيح محددة يمكن الاعتماد عليها لبناء استثمار مستقبلي كبير وواسع. إحدى هذه النظريات الجيدة - في تقديري - هي نظرية "كانسليم" canslim وهي أحد الأساليب المتبعة لاختيار سهم "أي سهم كاستثمار". وصمم هذه النظرية ويليام أونيل مؤسس ومصدر صحيفة "نشاط المستثمر"، وهو يعتمد على مجموعة من القواعد تسمى "كانسليم"، وما يميزه أنه يجمع بين التحليل الفني والأساسي, رغم أنه يميل إلى التحليل الفني، وفق نظريته. والمقصود من حروف هذه النظرية هي كالتالي: (C) تعني الأرباح ربع السنوية الحالية لكل سهم, وأن تكون متمتعة بزيادة سنوية 25 في المائة وأكثر. (A) تعني زيادة الأرباح السنوية على الأقل لثلاث سنوات ماضية. (N) منتجات جديدة, إدارة جديدة, ارتفاع مستمر, التحليل الفني مهم هنا أي أنه رسخ وأسس على أسس ثابتة وقوية لتحقيق قفزات مستقبلية. (S) العرض والطلب, للشركات التي تشتري أسهمها ميزة لها, وأيضا كل ما زاد حجم التداول وارتفع السعر. (L) متقدم أو بطيء, والتركيز على القطاعات القوية (مثل الصناعة لدينا في المملكة) ولا يبرر شراء أسهم ضعيفة حتى وإن كانت رخيصة, على أن تشتري أسهما قوية في سوق ضعيفة (I) المراقبة الفاعلة من الجهات الرسمية والمؤسسات, ركز في الأسهم التي تستهدفها الصناديق الكبرى (كمعاشات التقاعد والتأمينات مثلا) لأن من السهولة شراءها وبيعها وتتمتع بثقة. (M) اتجاه السوق, كمؤشرات الأسعار, وحجم التعامل, لفهم قوى السوق وضعفها.
وفي نظريته يُفترض توافر كل هذه العوامل للسهم الرابح حتى تستطيع أن تحقق أفضل العوائد, هذه نظرية ولا يعني أنها الأفضل, ولكن يمكن الاعتماد على أجزاء منها أو جميعها أو أن يضاف لها بعض التقديرات الشخصية والتحليلات.
قرار الاستثمار ليس صعبا اتخاذه لدينا أو في أي سوق, ولكن يجب أن يخضع كل سهم لمنهجية في التحليل وبالأرقام البعيدة عن العواطف والتقديرات الشخصية, يجب أن تعتد على الأرقام, وأن تربط كل المتغيرات المؤثرة سواء داخل السوق أو خارجها, والاستثمار يحتاج للزمن, لا كما أرى من الكثير يسأل عن استثمار لمدة شهر وشهرين, هذا ليس استثماراً بل مضاربة لا غير. يجب أن نوسع دائرة الرؤية لدينا, ونضع الصورة من بعيد لنرى متغيرات السوق, وكل ما يحدث في السوق الآن, سيخلق لنا جيلا جديدا من المتعاملين أكثر وعيا وثقافة وقراءة وبصيرة من السابق. سنجد جيلا أفضل على مدى خمس سنوات مقبلة يمتلك الرؤية الواعية, وإن كانت مكلفة الآن ماديا من تحقيق خسائر وأرباح, ولكن كل هذه المتغيرات هي إيجابية للسوق حتى تكون أكثر تصنيفا وتوازنا وموضوعية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي