القرى التراثية

<a href="mailto:[email protected]">earth_ltd@hotmail.com</a>

الاهتمام الشديد الذي توليه الهيئة العليا للسياحة بالموروث المعماري كجزء لا يتجزأ من الاهتمام بوسائل السياحة والتسويق لها وبما في ذلك الأماكن التراثية التي تعتبر كنزا لم يكتشف حق الاكتشاف، ويلاقي من إهمالا شديدا ناهيك عن إزالة غبار الإهمال عن مواقع تاريخية داخل نطاق المدن وخارجها ولم تتم الاستفادة منها كما يجب، ولكن أخيرا نرى هيئة السياحة قد نشطت في هذا المجال ومن المفترض أن يتعاون معها الجميع دون استثناء، ومن المفترض الالتفات للتعامل مع هذه الجزئية من باب الاستثمار في الموروث وتؤسس من أجله شركات عقارية متخصصة، تشتري كل هذه المناطق التراثية وتعيد ترميمها وتهيئتها لتكون أسواقا شعبية يدعى لها جميع الجهات المتخصصة للاستئجار فيها أو للمساهمة في تشغيلها وطرحها للزوار من داخل المملكة وخارجها، فالمطاعم والأسواق الشعبية الخاصة بالحرف والمهن اليدوية الفنية وخلافه من قدرات يمتلكها أبناء هذا الوطن رجالا ونساء على أن يتم التجول فيها ميدانيا بالسير على الأقدام ومراقبتها كما يجب. وهذا الإجراء في حد ذاته إجراء ننتظره من عشرات السنين ولكم طالبنا به عدة مرات مما يتيح الفرصة لكل الإخوة من الجيل الأول الذين يملكون كل فنون العمارة التقليدية والإسلامية ويعرفون أبجديات الحرفة اليدوية التي قاربت هي الأخرى أن تكون في طي النسيان والاندثار، وكم نحرص على هذه المدن السياحية التراثية، ونطالب الجهات المعنية بأن تكّرس الاهتمام وبذلك نمنع أي جهة أخرى للاعتداء على هذه المناطق التاريخية، سواء كانت دينية أو غيرها. وكثيرا ما يصدر في حق هذه الثروات التاريخية والدينية والتراثية أمر بالإزالة والتشويه. وكما طالبنا بمعاقبة كل عابث سواء بقصد أو بجهل. والدافع وراء كتابة هذا المقال الذي يعتبر امتدادا لمقالات أخرى تناقش وضع الاستثمار العقاري في الموروث، ما قرأته أخيرا من اهتمام هذه الهيئة والسعي دوما لإقامة مدن تراثية تحتضن كل الحرف اليدوية، ومن الواجب على كل المهتمين أن يفعِّلوا هذا الاهتمام وهذا العشق إلى التعاون مع الهيئة والإبلاغ عن كل ما هو موروث والاتجاه لتنويع المناطق ولن يخسروا أبدا، حيث إن هذا النوع من الاستثمار لا ينتهي ولا يخسر. والناس كل الناس لها علاقة عاطفية بالتراث ونرى كثيرا من الناس يعودون إلى القديم والموروث في كل الجوانب سعيا لتحقيق الدعوة الدائمة للعودة للأرض كعودة ثابتة غير قابلة للتحوير والتدوير، كما أن شركات السياحة يفترض أن تنوع مصادرها وتشرك العنصر النسائي في تصميم الموروث المنزلي والديكور الداخلي، أضف إلى ذلك كل أنواع الموروث، حيث يوجد الكثير من المهتمات والخبيرات والمتخصصات اللاتي لم يستفد منهن خير استفادة، ولكن ما تقوم به الهيئة وعلى رأسها صاحب السمو الأمير سلطان بن سلمان الذي يولي هذه الجزئية اهتماما كبيرا. اقتراح آمل الأخذ به.
خاتمة:
اللي ما له أول ما له تالي!

كاتبة وسيدة أعمال سعودية

<a href="[email protected]">[email protected]</a>

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي