جمعية دسكا.. لنؤازرها ولنساند رسالتها الإنسانية

<a href="mailto:[email protected]">t-hafiz@hotmail.com</a>

تشرفت بدعوة كريمة تلقيتها، من مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الحرس الوطني، بتاريخ 28 آذار (مارس) 2006، لإلقاء محاضرة بعنوان "محفزات تنمية العمل التطوعي في المجتمع"، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للخدمة الاجتماعية، كما قد تشرفت أيضاً، بالاستماع إلى العديد من المحاضرات المفيدة والجيدة، في مجال العمل التطوعي، التي ألقاها في تلك المناسبة الإنسانية الخيرية العظيمة، كوكبة من علماء الدين الأفاضل، والخبراء والمختصين الأجلاء في العمل التطوعي الخيري من الجنسين، حول أبعاد العمل التطوعي الخيري، وسبل تفعيله في المملكة العربية السعودية، وبالذات بين أفراد المجتمع السعودي، الذين كان من بينهم، الأميرة سارة بنت طلال بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمتلازمة داون، "دسكا" في مدينة الرياض Down Syndrome Charitable Association DSCA، التي تحدثت من خلال ورقة عملها، عن العلاقة التي تربط العمل التطوعي في جمعية دسكا.
وقد عرّفت الأميرة سارة، من خلال ورقة العمل المذكورة، أن الجمعية قد أنشئت بموجب تصريح وزارة الشؤون الاجتماعية تحت رقم 197، وتاريخ 18/10/1418هـ الموافق 5/2/1999، بهدف سد الفراغ الكبير والعريض، في مجال رعاية وتنمية الأطفال ذوي متلازمة داون منذ الولادة، وكذلك للعمل مع غيرها من الجمعيات الأخرى، والمؤسسات المعنية في مواجهة متلازمة داون، بما في ذلك التعريف بها وبأعراضها وسبل التعامل معها والتغلب عليها، كما أشارت إلى أن الجمعية، تعمل على تحقيق أهدافها من خلال مجموعة من البرامج والخطط المدروسة، وذلك بمساندة وبمساعدة وبمؤازرة، مجموعة من الكوادر المؤهلة علمياً وعملياً وفنياً، هذا إضافة إلى الاستعانة، بالعديد من الخبرات العريقة المتخصصة في مجال المتلازمة داون.
وقد عرّفت الأميرة المتحدثة بأعراض متلازمة داون، على أنها تتمثل في ظهور خصائص جسمية مميزة، تصاحب الأطفال ذوي متلازمة داون، التي من بينها على سبيل المثال، صغر حجم الرأس، أو انبساط الوجه، أو صغر حجم الأنف والأذنين، أو انحراف العينين نحو الأعلى، أو كبر حجم اللسان، أو ظهور تشوه في العمود الفقري، أو ظهور ضعف في العضلات، أو حدوث خشونة في الجلد، كما قد أشارت إلى أن متلازمة داون عند الأطفال، ليست هي إصابة أو مرضاً، كما أنها ليست بالضرورة أن تكون حالة وراثية، بل هي قدر من الله سبحانه وتعالي، تٌحدث انقساما في الخلية (خلل كرموسومي)، عند بداية تكوين الجنين، وبالتالي فإن أي زوجين وبدون تمييز قد يكونان معرضين لا قدر الله وشاء، لأن يولد لديهم طفل ذو متلازمة داون.
وقد أوضحت الأميرة سارة، أن من بين أبرز أهداف "دسكا" الإنسانية، (1) تعليم وتدريب الأطفال ذوي حالات متلازمة داون، منذ مرحلة التدخل المبكر، (2) العمل على أن تكون الجمعية، بمثابة حلقة الوصل بين الأسر والقطاع الحكومي والمدارس الخاصة، لنقل الأطفال من مرحلة التدخل المبكر، لبرامج التعليم والتدريب، (3) قيام "دسكا"، بإنشاء مركز تدريب وطني لتدريب المدربين والمدرسين وتأهيلهم في مجالات متلازمة داون والحالات المرتبطة بها، (4) قيام "دسكا" بإنشاء مركز رئيسي لتلبية الاحتياجات التنظيمية والمهنية للمراكز والبرامج المتخصصة في خدمة حالات متلازمة داون المنتشرة في أنحاء البلاد كافة.
أما بالنسبة للصعوبات التي تواجه ذوي متلازمة داون، فهي عديدة، ولعلي أوجز البعض منها، في هذا المقام، التي من بينها، مواجهة ذوى متلازمة داون، صعوبة في التعلم، وتغيير في مجرى النمو، وبروز للعديد من المشاكل الصحية المتنوعة، مثل عيوب خلقية في القلب، إضافة إلى مشاكل في الغدة الدرقية ومرض الزهايمر، ولكن قد أشارت المتحدثة، إلى أنه وعلى الرغم من هذه المشاكل المتعددة الناجمة عن متلازمة داون، إلا أنه يمكن التغلب عليها، وبالتالي فهي قابلة للعلاج، في حالات التدخل الطبي المبكر لها، كما قد أوضحت، أنه ولله الحمد قد تمكن الطب الحديث بنجاح من تشخيص حالات عديدة من متلازمة داون قبل الولادة، مستخدماً في ذلك العديد من الطرق، التي من بينها أكثر شيوعاً، في الاستخدام، (1) فحص سائل السلي (الأميني أو الأمنيوسي)، الذي يحيط بالجنين في الرحم، (2) وفحص الغشاء المشيمي، (3) والفحص بواسطة الأشعة فوق الصوتية.
أما فيما يتعلق بكيف يمكن مساعدة ذوي متلازمة داون، فقد أوضحت الأميرة، أنه يمكن ذلك من خلال اتباع أكثر الاستراتيجيات فاعلية في تعليم وتدريب الأطفال ذوي متلازمة داون وهي التي تجمع بين التدريب في الموقع والمتابعة من خلال الزيارات المنزلية، وتدريب وتوجيه الآباء لتقديم معالجة مكثفة لأطفالهم الرضع والصغار قبل سن الدراسة.
وبالنسبة للتطلعات المستقبلية للجمعية، فقد أوضحت الأميرة، أن "دسكا"، تسعى إلى المساهمة في تنسيق الجهود الخاصة برعاية حالات متلازمة داون، وذلك على مستوى المملكة، ومن خلال تطوير برامج تأهيل متخصصة تشمل النواحي الاجتماعية، الطبية، النفسية، والمهنية، إضافة إلى تبني برامج الإعداد للتوظيف، الذي يخدم الشباب والشابات، من ذوي متلازمة داون، بحيث يصبحون قوى عاملة وفاعلة ومنتجة في المجتمع، تشارك وتسهم بفاعلية في خطط التنمية، التي تشهدها المملكة العربية السعودية، كما تسعى "دسكا"، إضافة إلى ذلك إلى تطوير ونشر مواد التدريب والتأهيل باللغة العربية لكل من المتخصصين والأسر حسب طبيعة احتياجاتهم، وكذلك إلى إنشاء شبكة مع المراكز والبرامج المنتشرة في أرجاء البلاد كافة، إلى جانب تبني إجراء بحوث ميدانية، تتعلق بحالات متلازمة داون والحالات المتصلة بها، هذا إضافة إلى تبني سياسة إعلامية تعمل على تحقيق الرفع من الوعي بهذه القضية الإنسانية الوطنية المهمة في المجتمع، بالشكل الذي ينعكس، إيجابياً، على المساهمة في التشخيص والتدخل المبكر للعلاج والتأهيل.
ولعلي لا أجد أفضل ما أختم به مقالي هذا، سوى التوجه بالنداء لأفراد المجتمع السعودي الكريم المحب للخير، لمساندة ومؤازرة الأهداف الإنسانية لجمعية دسكا التطوعية، التي تعتمد بعد الله سبحانه وتعالي، في تنفيذ برامجها الإنسانية النبيلة الطموحة، على مواردها المالية، التي تعتمد في الأساس، على التبرعات وعلى كفالات من المحسنين وفاعلي الخير، وللمزيد من المعلومات والاستفسارات عن متلازمة داون، يمكن مراسلة الجمعية، على العنوان البريدي، ص .ب.، 10010 الرياض 11454 وهاتف 4421060 وفاكس 4421187، والبريد الإلكتروني، <a href="http://WWW.dsca.org.sa">http://WWW.dsca.org.sa</a>.، وبالله التوفيق.

مستشار اقتصادي وخبير مصرفي
الرئيس التنفيذي لشركة اتحاد الأصول للتنمية والاستثمار
<a href="[email protected]">[email protected]</a>

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي