استشارات عقارية مجانية
<a href="mailto:[email protected]">khalid@kaljarallah.com</a>
المبدعون والمبتكرون يعيشون بيننا وتبرز أعمالهم وإنجازاتهم عندما تكون ملموسة وظاهرة للعيان وتجدهم يعملون على صنع الفكر ووضع بصمة أينما حلوا. ونتمنى أن يكونوا كثرا ليستفيد منهم المجتمع، كما أن من يكون مبدعا ولديه القليل من الجرأة يصنع المستحيل ويكون صانعا للموجة ويتبعه الكثيرون وبهذا ينعكس إبداعه على الآخرين، وما أجمل أن يكون صادقا وملتزما بما يقول.
والقطاع العقاري صناعته تحتاج إلى كثيرين من هذه الفئة. ولكن وجود بعض السلبيات الصغيرة تقتل ملكة الإبداع عند هؤلاء والسبب في غالب الأحيان المادة أو الطمع، بمعنى أصح، فتجدهم حرصاء على اخذ حقوقهم بعكس الاهتمام بحقوق الآخرين. ربما الاعتقاد بأنها شطارة وكما يقولون التجارة شطارة!!
أحد هؤلاء من الأوائل الذين أسهموا في تغيير الفكر العقاري والفكر التسويقي التقليدي يعجبك طموحه ونظرته التفاؤليه للوصول إلى تحقيق إنجازات غير مسبوقه، مع أنه بدأ بداية عادية في شركة عقارية وخرج غاضبا أو مغضوبا عليه ربما بسبب طموحه. لا يهم، المهم أنه كافح وعمل بجد حتى أصبح شخصا معروفا واكتسب ثقة الكثيرين من رجال الأعمال والمستثمرين وهو يستحق ذلك، لديه قدرات لو استغلها بالشكل الصحيح لاستفاد وأفاد، يأسرك بتعامله وحسن خلقه لكن الإنسان لا يخلو من بعض العادات السلبية حتى لو كانت يتيمة وتؤثر على الإيجابيات إنها النفس البشرية التي جبلت على حب الذات.
النظرة المادية هي كل شيء للأسف الشديد عند البعض وخصوصا في قطاع العقار فعندما يطلبون يريدون كل شيء وعندما يعطون لا يعطون شيئا سوى الوعود.
وبحكم طبيعة العمل وخصوصا في مجال التسويق والتطوير العقاري فإنه يحدث بين الحين والآخر تعامل مع أحدهم وأجده يطرح فكرة أو مشروعا ويسهب في الحديث عن المشروع هاتفيا وكأنه يطلب استشارة أولية عاجلة وأتحمس للموضوع من باب الإسهام مع المبدعين، وكأني شريك في المشروع أو هو يوحي لي بذلك، ويطلب تصورا للفكرة ثم يغيب زمنا ويأتي بفكرة أو موضوع آخر وهكذا، بعدها فهمت أن العملية مجرد طلب استشارات أولية هاتفية مجانية، فكيف يكون التعامل مع القريبين وأصحاب المنافع المتبادلة مع شركته أو موظفيه ممن لهم حقوق لا أدري كيف هو الحال.
قابلت أكثر من رجل أعمال ومستثمر في المجال العقاري وكان محور الحديث عن السوق العقاري والإبداع فيه وبعضهم مستاء من تصرفات البعض حتى وإن كانوا مبدعين بسبب حب الذات وحب الأضواء والمركزية والبخل أن جاز التعبير، وهي الصفات التي لا يمكن التعايش معها، وخصوصا لمن يتمتع بعقلية ناضجة ورؤية وفكر خلاق.
إن التخلص من هذه السلبيات سيكون حافزا للعطاء وسيستفيد البلد من إمكانيات هؤلاء وسيسهمون في الارتقاء بصناعة العقار وتدريب جيل جديد على الإبداع بعيدا عن الاعتماد على الأضواء والصورة الذهنية التي رسمناها عن طريق الإعلام فقط، فالأيام كفيلة بكشف الحقائق.
أتمنى من كل قلبي أن نتخلص من هذه السلبيات وأن نستثمر في الفكر لأنه هو الثروة الحقيقية وألا نبخس الأشياء حقها خصوصا أننا نعمل بمئات بل بمليارات الريالات في هذا القطاع الحيوي .
سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده