البيوت الريفية أينها من شركات التطوير العمراني؟
جميلة جداً تلك المباني التي يقتبسها المهندسون من تصاميم "الغرب"، فهنا نرى مجموعة بيوت على الطراز الأمريكي حتى تكاد تبحث عن بوش داخل البيت الأبيض السعودي, وهناك ترى ذلك القصر ذا الطراز الفرنسي والإيطالي والمكسيكي وإلى آخره من التصاميم الغربية الحديثة منها، والذي يشعرك بأنك صحوت من منامك لتجد نفسك قد حملك بساط الريح وقذف بك في أحد الأحياء الأجنبية ولن تفيق من الحلم أو الدهشة إلا عندما ترى ذلك الرجل السعودي الذي يعتلي قامته الشماغ والعقال وخلفه امرأة متشحة بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها تجر خلفها مجموعة من الأطفال مختلفة ملابسهم مثلهم مثل ذلك التلون الذي أصاب بيوتنا.
عندها تجلس أو تقف لا يهم والذي يهم هنا هو أنك تشعر بحمى الازدواجية تعتري كل شيء وما عليك إلا التكيف مع هذه التناقضات المتصاعدة, سوف يقول قائل (وماله) خلي الناس تبني بيوتها كما تريد وجميل هذه الخلطة لها فوائد كثيرة أقلها ثقافية وأكثرها تعطيل زائر" غثيث" ترغب أن يخطئ في العنوان لتسلم من زيارته المفاجئة والتي هي غير مقبولة بالدرجة الأولى.
ما علينا فليكن, لكن الذي علينا منه هو "زيادة جرعات" بناء البيوت الخاصة والمباني الحكومية وفق تراثنا المعماري لتأكيد الهوية التي للأسف أصبحت لا يستمد منها أي شيء رغم غنى موروثنا الشعبي بكثير من الفنون المعمارية في مناطق المملكة كافة. والموجع حد العظم تساقط كثير من المباني الأثرية في منطقة مكة المكرمة. ومدينة جدة بالذات التي تعاني مناطقها الأثرية السقوط والحرائق والذوبان مع أنها مناطق مميزة وجميلة بما تحمله من عبق التاريخ الحجازي النادر. ناهيك عن بقية مدن وقرى وهجر المملكة أضف إلى ذلك أن جميع المدن والقرى والهجر البعيدة كل البعد عن المدن الكبرى قد تخلت عن تطوير الفنون المعمارية والاحتفاء بها. وأثناء زيارتي لمدن وقرى بلادي الكثيرة وجدت أن الجميع يلهث خلف "المباني الحديثة" والتي حقاً لا تشبهنا وبالتالي يشعر سكانها عاجلاً أو آجلاً بالغربة – والبرد – وعدم الحميمية وسوف يرحل نهاية من كل أسبوع نحو مزرعته أو استراحته وغيرها من وسائل يعود بها ومن خلالها للأرض والموروث الجميل الذي نحتفي به ونرتاح إليه
خاتمة: كلنا سجناء هذه الحوائط الأسمنتية فهل من معين؟؟؟
كاتبة وسيدة أعمال سعودية