أسهم المنحة
قد يغضب مني الكثير إذ قلت إنني ضد موضة منح أسهم مجانية بتسرع كما جرى خلال العامين الماضيين في أسواق دول الخليج العربية، فلقد استخدمت، مع الأسف الشديد، كأداة لتضخيم أسعار أسهم الشركات المتداولة دون أن يكون هناك حدث مالي جوهري ذو تأثير مباشر أو غير مباشر في هيكلة تمويل تلك الشركات، فمنح أسهم مجانية يعني ببساطة تحويل جزء من الأرباح المبقاة غير المخصصة، لتكون جزءا من رأس المال. قد يكون هذا الإجراء مبررا في القطاعات البنكية نوعا ما وذلك لغرض الإيفاء بمتطلبات المحافظة على حدود المؤشرات المالية محليا ودوليا، إلا أنه أحيانا يمثل عبئا كبيرا على إدارة الشركات الأخرى مستقبلا وذلك بالمحافظة على مستوى توزيع الأرباح، كما أنه استغل بشكل فج في رفع أسعار أسهم بعض الشركات على الرغم من كونه تغييرا شكليا لا علاقة له بنموذج الأعمال. فبعض الشركات التي أعطت منحا ساءت نتائج أعمالها وبعضها لم يحرك في الأمر ساكنا، ومع علمي أن بعض الشركات يحتاج أحيانا إلى الحفاظ على السيولة بدلا من توزيعها وذلك لاستخدامها في تطوير مشاريعها.
أفضل شخصيا أن تدعم الشركة نموذج أعمالها وأن توزع أرباحا نقدية مستمرة لملاكها، لا أن تدخل لعبة بعض المحللين الماليين وأصحاب المصالح الذين همهم فقط زيادة سعر السهم بأي ثمن وتحت شعار المحفزات المصطنعة.
إن قيمة الشركة على المدى الطويل تكمن في قدرتها على توزيع أرباح نقدية لملاكها وليس تضخيم أسعار أسهمها والله أعلم.