الهيئة وشعارها الجميل غير المعلن
اتخذت هيئة سوق المال شعارا جميلا غير معلن خلال عام 2005 فحواه "الإفصاح والشفافية" ويظهر تطبيق ذلك الشعار جليا من خلال اللوائح والتعليمات التي تصدرها الهيئة تباعا, كما يظهر من خلال التطبيق السريع لتفاصيل تلك اللوائح, وكذا نصح الشركات ومتابعتها بشكل دائم مع الإصرار على تطبيق اللوائح وتفاصيلها.
ولعل من أبرز ثمار تعليمات الهيئة متابعة مديري الشركات المدرجة بشكل شبه يومي والالتزام بنشر قوائمها المالية في وقت محدد وإلا تعرضت لغرامات مالية, ومع تقديري للدور الذي تقوم به الهيئة في هذا الاتجاه, لكون الوقت أهم عامل في الإفصاح, فالمعلومة تفقد أهميتها إذا لم يفصح عنها في الوقت المناسب, إلا أنه يلاحظ أن بعض الشركات تواجه صعوبة جمة في تطبيق بعض متطلبات الإفصاح في الوقت المتاح, خاصة أن بعضها لم يتسن لها تحديث أنظمتها المالية بما يتلاءم مع متطلبات الهيئة, كما أن هناك صعوبة أيضا في قدرة مراجعي الشركات على إكمال مهامهم في الوقت المتاح.
لا أشك لحظة أن استمرار الضغط على الشركات أمر مهم وحيوي لرفع كفاءة وسرعة الإفصاح، وهي سياسة تؤدي إلى إعادة تأهيل الأنظمة المالية والمحاسبية للشركات للالتزام بهذه السياسة خاصة الإفصاح عن نتائج الثلاثة أرباع الأولى في وقت محدد, أما الربع الأخير فأرى السماح للشركة بأن تفصح عن نتائج أعمالها من خلال "تداول" في المهلة المحددة، على أن يتم نشر نتائج الربع الأخير مع القوائم المالية السنوية وفي ذلك تخفيف للأعباء المالية على الشركات, إضافة إلى إتاحة الفرصة لمراجعتها بشكل أكثر احترافا، وسيؤدي هذا إلى تقليل احتمالية اختلاف نتائج الربع الأخير عن السنوية لما يحدث من تسويات جردية تظهر أثناء المراجعة, وتم رصدها لأكثر من شركة نهاية العام المالي 2004م.
إن الإفصاح عن معلومات غير كاملة بسرعة قد يكون أكثر خطرا من الإفصاح عن المعلومات الكاملة في وقت لاحق, والله أعلم.